انقطع إلى بني العباس ولقب نفسه بشاعر بني هاشم فمدح الخلفاء من بني العباس وهجا بني أمية وكان طامعا فحمله طمعه على أن قال في المنصور أرجوزة يغريه فيها بخلع عيسى بن موسى وبعقد العهد لابنه محمد المهدي فوصله أبو جعفر بألفي درهم وأمره أن ينشدها بحضره عيسى ففعل فطلبه عيسى فهرب منه وبعث في طلبه مولى له فأدركه في طريق خراسان فذبحة وسلخ وجهه وأنشد بعده وهو الشاهد الحادي والعشرون (الرجز جذب الصواريين بالكرور) على أن الصراري جمع صراء وهو جمع صار بمعنى الملاح وهو السفان الذي يجري السفينة والصاري بالصاد والراء المهملتين على وزن القاضي معتل اللام بالياء وجمعه على صوار قياس مطرد لأنه جمع فاعل اسما لا وصفا بخلاف جمعه على صراء إذ جمع فاعل المعتل اللام على فعال نادر نحو جان وجناء وغاز وغزاء وقار وقراء ولما شابه صراء وزن المفرد نحو زنار وكلاب جاز جمعه على فعاعيل نحو صراري كما تقول زنانير وكلاليب ثم جمع الصراري جمع تصحيح فقيل الصراريون هذا تقرير كلام الشارح وقال أبو علي الفارسي في الإيضاح الشعري الأشبه أن يكون صراء مفردا جمعه صراري ألا ترى أن فعالا جمعا كشهاد ولم نعلمه جاء مكسرا كما جاء تكسير فعال نحو جمال وجمائل وعلى هذا يكون الصراء كالصارى وكلا هذين القولين خلاف المنقول والمسموع أما الأول فقد نقل الثقات كابن السيرافي في شرح شواهد إصلاح المنطق والجواليقي وابن السيد في شرح شواهد أدب الكاتب وصاحب الصحاح والعباب والقاموس أن الصراري مفرد مثل الصاري وأن جمعه الصراريون وأنشدوا له هذا البيت وأن جمع الصاري الصراء كقوله * إشراف مردي على صرائه *
(١٧٣)