خزانة الأدب - البغدادي - ج ١ - الصفحة ١٣٨
والسبب الذي حمل عنترة على نظم هذه القصيدة أنه كان لا يقول من الشعر إلا البيتين والثلاثة حتى سابه رجل من قومه فعابه بسواده وسواد أمه وأنه لا يقول الشعر فأجابه عنترة أبلغ جواب نقله ابن قتيبة في طبقات الشعراء وقال أما الشعر فستعلم فقال هذه القصيدة ويستحسن منها قوله في وصف روضه (الكامل) * وخلا الذباب بها فليس ببارح * غردا كفعل الشارب المترنم * * هزجا يحك ذراعه بذراعه * فعل المكب على الزناد الأجذم * البراح الزوال والغرد وصف من غرد من باب فرح إذا تغنى يقول خلا الذباب بهذه الروضة فلا زال يرجع صوته بالغناء كشارب الخمر والهزج تراكب الصوت ومعنى يحك ذراعه بذراعه يمر إحداهما على الأخرى والأجذم بالمعجمتين صفة المكب وهو المقطوع اليد شبه الذباب إذا سن إحدى ذراعيه بالأخرى بأجذم يقدح نارا بذراعيه وهذا من عجيب التشبيه يقال إنه لم يقل أحد في معناه مثله وقد عده أرباب الأدب من التشبيهات العقم وهي التي لم يسبق إليها ولا يقدر أحد عليها مشتق من الريح العقيم وهي التي لا تلقح شجرة ولا تنتج ثمرة وقد شبه بعضهم من يفرك يديه ندامة بفعل الذباب وزاده اللطم فقال (الكامل) * فعل الأديب إذا خلا بهمومه * فعل الذباب يرن عند فراغه * * فتراه يفرك راحتيه ندامة * منه ويتبعها بلطم دماغه * \ و عنترة هو عنترة العبسي بن شداد بن عمرو بن قراد قال الكلبي شداد جده غلب على اسم أبيه وإنما هو عنترة بن عمرو بن شداد وقال غيره شداد
(١٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 ... » »»