عنده أو عند غيره من ذوي سلطانه ومن رأى أنه يخاصم سلطانا فإنه يجادل بالقرآن ويخاصم به لان السلطان في اللغة الحجة وإن رأى أنه يأكل مع السلطان طعاما فإنه يصيبه من جهته حزن بقدر الطعام من قبل النار التي مسته ومن رأى السلطان أتى إلى منزله فإنه يحتاج إلى معونته ويأمن جانبه ويكون من خاصته ومن رأى أن السلطان أخذه على ريبة فوكل به من يمسكه حتى يبلغ منه ما يبلغ من صاحب الريبة قضيت حاجته وإذا أفلت منه قبل ذلك وأمن جانبه فاتته حاجته ولا ينال تلك الحاجة زمانا طويلا وهو يصيبها على كل حال وإن رأى المريض أن سلطانا مجهولا أرسل في طلبه أو حاكما أرسل أعوانه في طلبه فإنهم رسل ملك الموت والله هو السلطان وهو الحاكم بين عباده ومن رأى أن السلطان أخذ قلنسوته فإنه يأخذ ماله وإن كان عاملا عزله وإن رأى أن السلطان في النزع فإنه مكروب أو على شرف العزل وهو واقع ذلك به ومن رأى أن السلطان مجنون فهو مهموم في سلطانه ومن رأى أن السلطان تنحى عن مجلسه أو زال عنه أو غلب عليه أو انتزع منه هناك بعض سلطانه أو كسوته أو شئ مما هو عليه فان ذلك انتقاص سلطانه أو زواله ولا خير فيه إلا أن يرى أنه تحول إلى أفضل مما كان فيه فإنه يكون تحوله كذلك ومن رأى أن سلطانا خرج من بيته خروج مفارق له لا يضمر العود إليه فإنه خروجه من سلطانه على كل حال ومن رأى أن منبر السلطان انكسر به أو سقط منه أو صلى برعيته ولم يتم صلاته أو حلق رأسه وانتزع منه رداؤه أو سيفه من عنقه أو تهدمت داره أو نصبت له شبكة أو نحوها فوقع فيها أو نطحه ثور أو وطئته دابة أو وطئه الناس فكل ذلك عزله عن سلطانه ولا خير فيه ومن رأى أن السلطان عظيم أو عنقه غليظ أو في بطنه عظم أو زيادة فإنه قوة في سلطانه ورياسته وزيادة في ماله وملكه فان رأى أن في أحدها نقصانا أو ضعف قوة فإنه نقصان في سلطانه وضعف من قوته والثياب السود للسلطان زيادة قوة والبيض زيادة بهاء وخروج من ذنب والثياب القطنية ظهور الورع منه والتواضع وقلة الأعداء ونيل الامن ما عاش والثياب الصوف كثرة البركة في مملكته وظهور الانصاف والثياب الديباج ظهور أعمال الفراعنة وقبح السيرة ووضع السلطان أو الأمير قلنسوته أو حلته أو قباءه أو منطقته ضعف في سلطانه ولبسه إياه قيامه بأسباب سياسته ولبسه خفا من حديد فوزه بمال أهل الشرك والذمة وطيرانه بجناحه قوة له وسبيه قوما ونيله مالا من حيث لا يحتسب وفتح بلاد وظفر بأعدائه فان رأى السلطان يتبع النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يقفو أثره
(٣٦٠)