الأسرة وقضايا الزواج - الدكتور علي القائمي - الصفحة ٨٨
الفصل التاسع الزواج الثاني تتطلب الحياة المشتركة في الأسرة انسجاما في الفكر ورعاية كل من الزوجين للطرف الآخر، ذلك أن السعادة في الحياة العائلية إنما تقوم على التسامح والتضحية والحب، فالرجل يتحمل في ذلك مسؤولية كبرى، كذلك المرأة لها دورها الفاعل في إشاعة الدفء في الجو العائلي وتربية الجيل.
فالحياة الزوجية والأسرة تحتاج في تنظيم روابطها إلى اعتماد الأسس والضوابط الشرعية والعقلية بعيدا عن جموح الرغبات والطموحات الفارغة، فمنطق العقل ضروري جدا في إشاعة الاستقرار العائلي حتى لو اصطدم ببعض الرغبات والمشاعر.
الزواج الجديد والنزاعات:
من القضايا التي تؤدي إلى تفجير النزاع في الحياة الزوجية هو إقدام الرجل على الزواج مرة أخرى، وقد يتفاقم الوضع ليتخذ شكلا أكثر خطورة عندما نشاهد بناء أسرة جديدة على أنقاض أسرة أخرى. ولقد أيدت الشواهد أن النساء قد يتساهلن في العديد من المسائل ولكن عندما يصل الأمر إلى إقدام الرجل على الزواج الثاني فإنهن يرفضن ذلك بشدة، إذ أن المرأة تعتبره شكلا من أشكال الخيانة التي لا يمكن تحملها أو السكوت عليها.
وما أكثر الأسر التي تقوضت وعصفت بسعادتها الرياح بسبب إقدام الرجل مرة أخرى، ذلك أن المرأة تعتبر قدوم الزوجة الأخرى سيفا مسلطا فوق رغبتها، كما أنها تنظر إلى الرجل من خلال ذلك باعتباره مجرد
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»