الأسرة وقضايا الزواج - الدكتور علي القائمي - الصفحة ٩٣
النساء وفود المرأة الأخرى بمثابة احتلال، ويتحول المنزل إلى ساحة حرب مدمرة. إن على المرأة أن تحكم عقلها في هذه المسألة وأن تأخذ مصلحة أطفالها بنظر الاعتبار، ذلك أن الرجل إذا ما شعر بحاجته إلى امرأة أخرى فمن الأفضل أن يتم الأمر بعلم زوجته وإلا فإنها سوف تفاجأ ذات يوم بما لا يحمد عقباه لأن الرجل سوف يجنح إلى وسائل عديدة لتأمين حاجته تلك وقد ينتهي بعضها بفضيحة مخجلة للأسرة كلها.
مساوئ المنع:
إن رفض المرأة لإقدام زوجها على اختيار امرأة أخرى لن يحل المشكلة بل سيعقدها ويجعل من الحياة الزوجية سلسلة من النزاعات والصراعات المريرة، إضافة إلى أثره في نشر الفساد الأخلاقي والأمراض النفسية، وقد يؤدي الأمر في بعض الأحيان إلى فرار المرأة من المنزل، إن موافقة المرأة على خطوة زوجها ربما يعتبر أفضل الحلول لحفظ الأسرة من الانهيار إضافة إلى أثره في الحد من توسع الفساد الخلقي والفحشاء.
حديث مع الرجال:
تعتبر المرأة وفود أخرى ومشاركتها لزوجها تهديدا مصيريا، ذلك أنها تنظر إلى زوجها وكأنه قد اعتبرها مجرد سلعة قديمة أو شيئا استنفذ أغراضه، ومع الأسف فهناك من الممارسات ما يؤيد هذه النظرة. إن انعدام العدالة في التعامل، والظلم الذي يرتكبه الرجل بحق الزوجة الأولى هو أساس أكثر النزاعات التي تنشب في الحياة الأسرية .
إن تعامل الرجل يجب أن يكون بمستوى الإنسانية على الأقل وأن لا يقدم الرجل على جرح عواطف زوجته أو يعرضها وأولادها إلى الشعور بالضياع والحرمان، وأخيرا فإن إقدام الرجل على اختيار امرأة أخرى لا يعني اهمال زوجته الأولى وحرمانها من حقوقها، وسقوطها من قائمة الحسابات.
(٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 ... » »»