أساس الحياة المشتركة:
تحتاج الحياة الزوجية المشتركة إلى مراعاة مجموعة من القواعد والضوابط التي لا يمكن بدونها الاستمرار في تلك الحياة، ذلك أن الحياة الزوجية إنما تقوم على المودة والحب لكي يمكن العيش في ظلال من الطمأنينة والسلام يمكن خلالها طي الطريق والوصول إلى الكمال المنشود.
فالحياة المشتركة الخالية من آثار الحب والتضحية والتسامح تافهة لا معنى لها، والحياة بدون المودة والاحترام المتبادل حياة مذلة لا قيمة لها بل لا يمكن أن نسميها حياة.
إن ما يبعث على الأسف أن يجعل الزوجان من البيت جبهة للقتال أو معسكرا حربيا أو سجنا رهيبا تطغى فيه صرخات الغضب والكراهية على رفرفات السلام، فالزوجان اللذان يخفقان في النفوذ إلى روح كل منهما لا يمكنهما أبدا تحقيق جو عائلي آمن وحياة مشتركة هادئة، ولذا فإن الإسلام قد عين حقوقا وضوابط في الحياة الزوجية ودعا الرجل والمرأة إلى الإلتزام بها وأن يخطو كل منهما ضمن المسافة المحددة له في مسار من شأنه أن يجنب الطرفين احتمالات التصادم ونشوب النزاع.
الزواج والواجب:
من خصائص عقيدتنا الإسلامية ذلك التأكيد العميق على الزواج، وعلى هذا فلا يمكن للرجل والمرأة على حد سواء الاستمرار حياة العزوبية مهما حاولا ذلك، والطريق الوحيد في الاستمرار في الحياة هو في الاحترام المتبادل بين الطرفين لا في الإذلال والاستخفاف. وهذه المسألة ضرورية من ناحيتين: الأولى قداسة الزواج كرباط الهي، الثانية: تحمل مسؤولية تربية وتوجيه الأبناء.
إن الحصول على الولد وحده ليس مدعاة للفخر والإعتزاز بل إن ما يبعث على الاعتزاز في الواقع هو تربية الأبناء وبناء شخصيتهم وتقديمهم