خطر ما أحد الزوجين فإنهما يلجآن إلى بعضهما لتوفير حالة من الأمن يمكنهما من مواجهة الحياة والمضي قدما. وعليه فإن الزواج ينبغي أن يحقق حالة الاستقرار وإلا فإن الحياة سوف تكون جحيما لا يطاق.
ثانيا - التكامل:
ينتاب الفتى والفتاة لدى وصولهما سن البلوغ إحساس بالنقص، ويتلاشى هذا الإحساس في ظل الزواج وتشكيل الأسرة حيث يشعر الطرفان بالتكامل الذي يبلغ ذروته بعد ولادة الطفل الأول.
ويؤثر الزواج تأثيرا بالغ الأهمية في السلوك وتبدأ مرحلة من النضج والاتجاه نحو الكمال حيث تختفي الفوضى في العمل والتعامل بعد أن يسعى كل طرف بإخلاص وصميمية تسديد الطرف الآخر وإسداء النصح إليه، وخلال ذلك تولد علاقة إنسانية تعزز من روابط الطرفين وتساعدهما في المضي قدما نحو الكمال المنشود.
ثالثا - الحفاظ على الدين:
ما أكثر أولئك الذين دفعت بهم غرائزهم فسقطوا في الهاوية وتلوثت نفوسهم وفقدوا عقيدتهم. ولذا فإن الزواج يجنب الإنسان السقوط في تلك المنزلقات الخطرة، وقد ورد في الحديث الشريف: من تزوج فقد أحرز نصف دينه.. والزواج لا يكفل للمرء عدم السقوط فحسب بل يوفر له جوا من الطمأنينة يمكنه من عبادة الله سبحانه والتوجه إليه، ذلك إن إشباع الغرائز بالشكل المعقول يخلف حالة من الاستقرار النفسي الذي يعتبر ضرورة من ضرورات الحياة الدينية.
وعلى هذا فإن الزواج الذي يعرض دين الانسان إلى الخطر، الزواج الذي يخلصه من الوقوع في حبائل الغريزة الجنسية ليقع في حبائل أخرى مثل الكذب والخيانة والممارسات المحرمة لا يمكن أن يعتبر زواجا بل فخا جديدا للشقاء، والزواج الذي تنجم عنه المشاكل والنزاعات وايذاء الجيران بالصراخ.. الزواج الذي يكدر صفو الأقرباء والأصدقاء ليس زواجا بل عقابا.