الهادي يا علي، بك يهتدي المهتدون من بعدي " (1)، وروي عن الجنيد أنه قال: " الهادي هو علي بن أبي طالب " (2).
وبالجملة، روي في حديث صحيح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لفاطمة رضي الله عنها: " إني زوجتك أقدم أمتي سلما، وأكثرهم علما، وأعظمهم حلما " (3)، وروي عن ابن عباس أنه قال: " أقضاكم علي " (4)، وعن ابن مسعود أنه قال: " كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي " (5).
بعد وضوح منزلة علي بن أبي طالب من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على امتداد عهد البعثة بدأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم يمهد الساحة لإعلان ولاية علي بن أبي طالب، ومن ذلك قوله لعلي: " أنت ولي في كل مؤمن بعدي " (6)، وقوله لبريدة الأسلمي عندما جاءه يشكو عليا: " فإنه مني وأنا منه، وهو وليكم بعدي، وإنه مني وأنا منه، وهو وليكم بعدي " (7)، وراوي هذا الحديث هو ابن بريدة، قال في الفتح الرباني: " أقسم ابن بريدة أنه تلقى هذا الحديث من والده بريدة مباشرة ليس بينه وبينه واسطة، وهو يفيد أن والده تلقاه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم مباشرة بغير واسطة، يشير بذلك إلى علو السند " (8).
.