هبة السماء ، رحلتي من المسيحية إلى الإسلام - علي الشيخ - الصفحة ٨٠
وآدم (عليه السلام) بعمله هذا هدم صورة الله فيه وحطم التضامن والمحبة بينه وبين الله، ولكن بما أن آدم (عليه السلام) قد تاب من خطيئته وقبل الله توبته، لم يتخل الله عنه نهائيا، وذلك بسبب توبته الصادقة، بل وعده بالخلاص وبانتصاره على عدوه اللدود (الشيطان)، ووعد بإرسال المخلص والمفدي الذي يفدي البشرية عن خطاياها، ويحمل هو تلك الخطايا عنهم، فتفتح أبواب الملكوت بمجيئه وتتم المصالحة بين الله والانسان من خلاله.
وعندما تم الزمان بعد طول انتظار أرسل الله سبحانه ابنه الحبيب ليفدي البشرية كلها عن خطاياها ويفتح عهدا جديدا بين الله والانسان، وبالآلام والصلب الذي يتحمله هذا الابن (الوحيد) ترفع الخطيئة عن كاهل الإنسان ويتطهر منها، ليعيش حياة جديدة وسعيدة مع هذا الحدث الإلهي الموعود.
هذا باختصار ما كنا نؤمن به من عقيدة الفداء، ولهذا ومن أجل إكمال فصول هذه العقيدة رأينا كيف أن العهد الجديد يذكر لنا قصة آلام المسيح (عليه السلام) وصلبه وقيامته ويؤكد عليها.
ومما تجدر الإشارة إليه أن هذه العقيدة (الخطيئة الأصلية والفداء) لا نجدها في الأناجيل الأربعة المهمة، فهذه الأناجيل لم تتطرق لا من قريب ولا من بعيد إلى موضوع آدم وخطيئته الأولى، وأنما ظهرت هذه العقيدة من رسائل بولس ولا سيما رسالته إلى
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»
الفهرست