مدافع الفقهاء ، التطرف بين فقهاء السلف وفقهاء الخلف - صالح الورداني - الصفحة ١٠٧
ولد ابن الحجر الهيتمي في محلة أبي الهيتم من أعمال الغربية بمصر سنة (909 ه‍) ثم انتقل للإقامة بمكة سنة (940 ه‍) وتوفي بها سنة (974 ه‍).. (1) وقد استفز ابن حجر تيار الشيعة فقرر أن يطلق مدافعه عليه. تلك المدافع التي تمثلت في كتابين شهيرين له:
الأول هو كتاب (الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة).
والثاني هو (تطهير الجنان واللسان عن الخطورة والتفوه بثلب معاوية بن أبي سفيان).
- مدفع الصواعق:
يقول ابن حجر في مقدمة كتابه هذا: سئلت قديما في تأليف كتاب يبين حقية خلافة الصديق وإمارة ابن الخطاب فأجبت إلى ذلك مسارعة في خدمة هذا الجناب. ثم سئلت في إقرائه في رمضان سنة خمسين وتسعمائة بالمسجد الحرام لكثرة الشيعة والرافضة ونحوهما الآن بمكة المشرفة فأجبت إلى ذلك رجاء لهداية بعض من زل به قدمه عن أوضح المسالك، ويصف ابن حجر كتابه بقوله: فجاء كتابا في فنه حافلا ومطلبا في حلل الرصانة والتحقيق رافلا ومهندا قاصما لحجج المبطلين وأعناق شرار المبتدعة الضالين..
وحشد ابن حجر في مقدمته كما من الروايات التي ترهب المخالفين من المبتدعة الضالين المنسوبة لرسول رب العالمين (ص)..
الأولي رواية تقول: أهل البدع شر الخلق والخليفة..
والثانية تقول: أصحاب البدع كلاب النار..
والثالثة تقول: من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام..
والرابعة تقول: إذا مات صاحب بدعة فقد فتح في الإسلام فتح..
والخامسة تقول: لا يقبل الله لصاحب بدعة صلاة ولا صوما ولا صدقة ولا حجا ولا عمرة ولا جهادا ولا صرفا ولا عدلا يخرج من الإسلام كما تخرج الشعرة من العجين..
وبالطبع المقصود بأصحاب البدعة هم المخالفون للفقهاء والنهج السائد من أصحاب
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»
الفهرست