وهذا المدفع الحنبلي الثقيل موجه لطائفة محددة من طوائف المسلمين وهي طائفة الصوفية ومحاولة إلباسها ثوب الشوك والإلحاد على أساس المعتقدات الحنبلية تجاه قضية القبور والنذور والاحتفالات الدينية تلك المعتقدات التي تقوم على أساس روايات منسوبة للرسول (ص) وفتاوى ارتبطت بفقهاء الحنابلة أكثر من ارتباطها بأية مذاهب أخرى..
وصاحب هذا المدفع يعيش بعقل الماضي ويسعى إلى تأكيد ذلك المفهوم الحنبلي القديم الذي يربط بين الطقوس والممارسات التي ارتبطت بالأصنام في الجاهلية وبين الطقوس والممارسات التي تقوم حول أضرحة الأولياء اليوم، بل يتجاوز هذا ليؤكد أن هذه القبور والأضرحة هي نفس أصنام الأمس، وأن الذين يرتبطون بهذه الأضرحة يعتقدون فيها الضر والنفع كما كان حال المشركون مع الأصنام من قبل.
يقول في كتابه: أن من اعتقد في شجرة أو حجر أو قبر أو ملك أو حتى حي أو ميت أنه ينفع أو يضر أو أنه يقرب إلى الله أو يشفع عنده في حاجة من حوائج الدنيا بمجرد التشفع به والتوسل إلى الرب تعالى - إلا ما ورد حديث فيه مقال حق عن نبينا محمد (ص) أو نحو ذلك - فإنه قد أشرك مع الله غيره واعتقد ما لا يحل اعتقاده كما اعتقد المشركون في الأوثان فضلا عمن ينذر بماله وولده لميت أو حي، أو يطلب من ذلك ما لا يطلب إلا من الله تعالى من الحاجات من عافية مريضة أو قدوم غائبة أو نيله لأي مطلب من المطالب، فإن هذا هو الشرك بعينه الذي كان عليه عباد الأصنام، والنذور بالمال على الميت ونحوه والنحر على القبر والتوسل به وطلب الحاجات منه هو بعينه الذي كانت تفعله الجاهلية، وإنما يفعلونه لما يسمونه وثنا وصنما، فعله القبوريون لما يسمونه وليا وقبرا ومشهدا..
ومثل هذه الأفكار المتطرفة التي تصف بعض طوائف المسلمين بالشرك والإلحاد وتعمل على إخراجها من دائرة الإسلام باجتهادات فردية تقوم على أساس رواية منسوبة للرسول (ص) - أو فتوى سلفية - إنما تسعى لتأكيد الفرقة بين المسلمين وتوطين الأفكار التكفيرية التي تهدد أمن المجتمع واستقراره..