عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد - صالح الورداني - الصفحة ٣٩
تمهيد لن نناقش هنا قضية الإيمان بالله ووجوده لدى أهل السنة والشيعة فهي قضية مفروغ منها وليست محل خلاف بين الطرفين أو غيرهما من طوائف المسلمين.
إنما مرتكز البحث هنا هو موقف أهل السنة والشيعة من مسألة الوحدانية وتصورهما حولها استنادا للمراجع المعتمدة لدى كل من الاتجاهين..
وسوف نعرض لرؤية أهل السنة من خلال ثلاثة اتجاهات:
- اتجاه السلف..
- اتجاه الخلف..
- اتجاه ابن تيمية..
والسلف هم من كانوا قبل الخمسمائة. وقيل القرون الثلاثة الأولى.
الصحابة والتابعون وتابعوا التابعون. وهؤلاء ينقل عنهم أهل السنة أن لهم رؤية في الأسماء والصفات هي التي تمثل العقيدة الصحيحة الواجب الالتزام بها واتباعها..
أما الخلف فهم من كانوا بعد الخمسمائة وقيل بعد القرون الثلاثة، وهم اثنين خاضوا في الأسماء والصفات وأولوها بما ينفي التشبيه والتجسيم. فإذا ورد في القرآن والسنة. ما يشعر بإثبات الجهة أو الجسمية أو الصورة أو الجوارح عملوا على تأويل ذلك لوجوب تنزيهه تعالى عما دل عليه ما ذكر بحسب ظاهره..
أما اتجاه ابن تيمية فهو اتجاه شذ عن السلف والخلف وإن كان قد ألصق نفسه بالسلف ودعى سيره على نهجهم. وهو الاتجاه الذي تبنته الحركة الوهابية وقامت ببعثه بعد أن لفظه فقهاء السنة وحاكموه وكفروه على ما سوف نبين..
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 37 39 40 41 42 43 44 ... » »»
الفهرست