عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد - صالح الورداني - الصفحة ٤٣
ويقول الفخر الرازي: حاصل هذا المذهب أن هذه المتشابهات يجب القطع بها بأن مراد الله تعالى منها شئ غير ظواهرها.. ثم يجب تفويض معناها إلى الله تعالى ولا يجوز الخوض في تعسيرها.. (1).
ويقول التفتزاني في معرض كلامه عن تنزيه الله عز وجل عن مشابهته للحوادث: إن ذلك وهم محض وحكم على غير المحسوس بأحكام المحسوس والأدلة القطعية قائمة على التنزيهات. فيجب أن يفوض علم النصوص إلى الله تعالى على ما هو دأب السلف إيثارا للطريق الأسلم. أو تؤول بتأويلات صحيحة على ما اختاره المتأخرون دفعا لمطاعن الجاهلين وجذبا لطبع القاصرين سلوكا للسبيل الأحكم.. (2).
وسئل يحيى بن معاذ الرازي: أخبرنا هن الله تعالى..؟
قال: إله واحد..
فقيل كيف هو..؟
قال: إله قادر..
قيل: أين هو..؟
قال: بالمرصاد..
قيل: لم نسألك عن هذا..
قال: ما كان هذا صفة المخلوقين. فإما صفة الخالق فالذي أخبرته عنه.. (3).
ويقول ابن قائد الجندي: مذهب سلف الأمة وأئمتها أنهم يصفون الله تعالى بما وصف به نفسه. وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل. فيثبتون له ما أثبته لنفسه من الأسماء والصفات

(1) أساس التقديس..
(2) شرح العقائد للنسفي.
(3) حل الرموز..
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»
الفهرست