ومن هذه النصوص قول الرسول صلى الله عليه وآله: إني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي أهل بيتي وقوله لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى. وقوله:
لأعطين الراية لرجل يحب الله ورسوله وأعطاها لعلي وقوله أنا مدينة العلم وعلي بابها. وغير ذلك من النصوص التي تكتظ بها كتب السنن والتي تشير وتؤكد أن للإمام علي مكانة دينية وخاصية قيادية توجب على المسلمين التشيع له.. (1).
وهناك من يدعي أن ظهور الشيعة كان على يد جعفر الصادق حيث تنسب له الشيعة وتتسمى باسمه حتى اليوم..
وهذا ادعاء فيه مغالطة وقلة وعي بتاريخ الشيعة وحركتها إذ أن الشيعة كانت قائمة ولها وجودها قبل جعفر الصادق الذي تسلم إمامة الشيعة عن أبيه الباقر الذي تسلمها عن أبيه علي بن الحسين الذي تسلمها من الحسين فهي سلسلة من الأئمة تنتهي بالإمام علي وتدل على أن حركة التشيع كانت قائمة طوال عهود الأئمة الذين سبقوا عفر الصادق.. (2).
وسبب هذا الالتباس في الفهم يكمن في حقيقة تاريخية وهي أن الإمام جعفر الصادق استثمر المناخ السياسي الانفتاحي في عصره وبرز بعلوم آل البيت على ساحة العلن وفتح مدرسة آل البيت لجميع المسلمين وفد مر عليها الكثير من فقهاء السنة مثل مالك والشافعي وأبو حنيفة. وبدأت حركة تدوين علوم الشيعة نشطة وتجوب الآفاق مما أوحى للبعض وكأن مذهب الشيعة قد تم تقنينه وإعداده في هذه الفترة.. (3).