خامسا: الذين أحاطوا علما بوجوه قراءات القرآن ووجوه تفسير آياته وتأويلها وفق مذهب أهل السنة دون تأويلات أهل الأهواء الضالة..
سادسا: الزهاد والصوفية ودينهم التوحيد ونفي التشبيه ومذهبهم التفويض إلى الله تعالى والتوكل عليه والإعراض عن الاعتراض عليه..
سابعا: المرابطون في ثغور المسلمين يحمون الوطن الإسلامي ويظهرون في ثغورهم مذهب أهل السنة والجماعة.. (1).
ويبدو من طرح البغدادي أنه زاد الموضوع تعقيدا وأسهم في تشتيت أهل السنة وتأكيد الفرقة بينهم. كما يبدو التخبط في طرحه من إدخال الأدب والنحو والصرف في العقائد ومحاولة الربط بينهما.. ولست أدري ما هي صلة النحو والصرف والأدب بالقدرية والخوارج والرافضة..؟ هل يريد القول أنه لا يجوز أخذ هذه العلوم الثلاثة من المنتمين لهذه الفرق..؟ ثم ما هو سبب الربط بين المرابطين في الثغور وبين مذهب أهل السنة والجماعة.. هل يريد القول أنه لا يجوز جهاد الذين لا يلتزمون بمذهب أهل السنة؟ أم أن المرابطين يمثلون اتجاها من اتجاهات أهل السنة..؟
ثم إذا كان البغدادي يقول لنا إن هذه الاتجاهات جميعها هي أهل السنة والجماعة فكيف تم جمع هذه الاتجاهات في إطار واحد على الرغم من تباينها..؟
إن البغدادي لم يجب على هذا السؤال. كما لم يجبنا لماذا ظهر الأشعري على هذه الاتجاهات جميعا وأصبحت له السيادة في دائرة أهل السنة..؟ والإجابة على السؤال الثاني هي نفس الإجابة على السؤال التالي: لماذا ظهر تيار ابن تيمية دون تيارات السنة في العصر الحديث واخترق الحركات الإسلامية وبدا وكأن المسلمين في كل مكان ينطقون بلسانه.. (2)؟