عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد - صالح الورداني - الصفحة ١٣
الثورية بالزندقة حتى تعزل عن الجماهير وتعزل الجماهير عنها وتشكك فيها مما يسهل على الحكام تصفيتها والقضاء عليها.. (1).
وسوف نقدم البرهان على ما نقول من خلال أحداث التاريخ..
إن الإيمان أو التصديق هو التعبير الحقيقي عن العقيدة وهو بأركانه كان يمثل عقيدة الإسلام الصحيحة التي كان عليها المجتمع الإسلامي قبل عصر الترجمات وظهور علم الكلام (2).
والمشكلة أن القوم لا يريدون العودة لنبع الإسلام الصافي ليتناولوا منه عقيدتهم ويريدون أن يفرضوا على الأمة عقيدة تحمل آثار السياسة وعلم الكلام وأقوال الرجال..
ويريدون أن يجعلوا من هذه العقيدة المشوهة مقياس الحق والباطل والنجاة والهلاك، فمن اعتنقها كان من الناجين ومن خالفها كان من الهالكين..

(١) أنظر حركة المختار الثقفي المسماة بحركة التوابين ضد قتلة الحسين عليه السلام والتي شوه صاحبها المختار من قبل السنة وعلى رأسهم ابن تيمية الذي اتهمه بالزندقة / أنظر فتاوى ابن تيمية باب البغاة ح ٢٧..
وانظر حركة زيد بن علي ضد هشام بن عبد الملك وكيف شوهت من قبل المؤرخين بتصوير زيد كمنشق على الشيعة وخرج على هشام بسبب منعه العطاء عنه / انظر كتب التاريخ.
وانظر قصة مصرع الجعد بن درهم والحلاج وابن الفارض في كتب التاريخ. وانظر البداية والنهاية لابن كثير، ح ١٤ / ٣١٠. وانظر لنا الكلمة والسيف..
(٢) كانت الأمة تتلقى عقيدتها من القرآن مباشرة باستسلام مطلق دون الخوض في الآيات المتشابهات ومعرفة مرادها وما ترمي إليه حتى جاء عصر الترجمات في مط القرن الثالث تقريبا وانفتحت الأمة على تراث اليونان خاصة الفلسفي منه. منذ ذلك الوقت بدأ ظهور علم الكلام. وبدأت العقيدة الإسلامية تأخذ طورا آخر أكثر تعقيدا خاصة فيما يتعلق بالتوحيد. ثم جاءت السياسة وتركت بصمتها عليها فجعلت خط الخلفاء ومنهجهم جزءا من الاعتقاد. كما جعلت الصحابة كلهم عدولا لا يجوز المساس بهم والقدح فيهم وجعلت كل ما وقع من خلاف بينهم وتجاوزات وانحرافات منهم قضايا اجتهادية سوف يثابون عليها وعلى المسلم ألا يخوض في مثل هذه الأمور (انظر كتاب العواصم من القواصم)..
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»
الفهرست