عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد - صالح الورداني - الصفحة ١٢
هذا هو التصديق الذي يفصل بين الكفر والإيمان والحق والباطل والهداية والضلال..
هذا هو التصديق الذي يقوم على النصوص القطعية التي حملها جميع الرسل إلى الشر في كل زمان ومكان..
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هو: إذا كانت الشيعة تشارك السنة في هذا التصديق وتتبنى نفس الاعتقاد الذي تعتقده. فلماذا تتهم بالزيغ والضلال من قبلها..؟
إن الإجابة عن هذا السؤال تكشف منا قضية خطيرة وشائكة وهي تحديد ما علق بالعقيدة الإسلامية على مر العصور حتى اعتبر جزءا منها وأصلا من أصولها وأصبح هو المقياس والفيصل بين الحق والضلال في غيبة النصوص القطعية التي هي الأداة الوحيدة لتمييز الحق من الباطل والهداية من الضلال..
فلو كانت طائفة السنة تصدر أحكاما على الآخرين على أساس النصوص وحدها لبانت الحقيقة وحسم الخلاف. لكن الحقيقة المرة هي أن أحكامها ومواقفها من الشيعة تقوم في أساسها على أقوال الرجال وما خلفته السياسة فبعد أن أضيفت الأحاديث وأقوال الرجال إلى مصادر العقيدة الإسلامية تميعت الأمور وتميعت العقيدة وأصبحت مطية في أيدي القوى الحاكمة تتلاعب بها لتحقيق مصالحها وتقوية نفوذها من أجل إخضاع الجماهير وإسكات الأصوات المعارضة..
ومن انتشرت في المجتمع الإسلامي على مر التاريخ كلمة (زندقة) وأصبح يرمى بها يمينا ويسارا على كل صاحب أو توجه أو معتقد مخالف للاتجاه السائد (عقيدة أهل السنة) وأصبحت هذه الكلمة تضفي مشروعية على أعمال القتل والعزل وتبرر الإطاحة الرقاب.
والتاريخ الإسلامي ملئ بكثير من الأمثلة على ذلك فقد ذبح كثير من الخارجين على الحكام باسم الزندقة واتهمت الحركات الشعبية والانتفاضات
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»
الفهرست