عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد - صالح الورداني - الصفحة ١١٥
تمهيد قضية الإمامة قضية فرضت نفسها على واقع المسلمين بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله، ومنذ اجتماع السقيفة الذي تمخض عن ظهور الخليفة أبي بكر والذي لم يحسم الخلاف حول هذه القضية بل زاد في تعقيدها ليتمخض في النهاية عن ظهور الملكية التي أصبحت سمة الحكم في بلاد المسلمين حتى اليوم.
لقد قامت فكرة الخلافة على أنقاض فكرة الإمامة في محاولة لتحل محلها وتكون بديلة عنها. إلا أن فكرة الإمامة ظلت باقية وتنادي بها اتجاهات أخرى خارج دائرة أهل السنة.
ومثل هذا الخلاف المحتدم حول هذه القضية إنما يشير إلى أهميتها وخطورتها وفاعليتها في محيط الإسلام. ولو كانت مجرد قضية هامشية ما حظيت بكل هذا الاهتمام والجدل من قبل المسلمين طوال عصور الإسلام.
وهذه القضية هي محور الخلاف بين السنة والشيعة، وعليها تنبني كل القضايا الخلافية الأخرى وتتفرع منها.
فموقف الشيعة من الصحابة ينبني عليها.
وموقف السنة من الإمامة ينبني عليه تعديله لجميع الصحابة.
وموقف الشيعة من الأحاديث التي روتها السنة ينبني عليها.
وموقف السنة في قضية التوحيد ينبني على هذه الأحاديث.
وموقف الشيعة من الحكام ينبني عليها.
وموقف السنة منهم ينبني على أساس فكرة الخلافة.
فموقف الشيعة المتبني لقضية الإمامة انبنت عليه قضايا وأحكام.
وموقف السنة الرافض بهذه القضية انبنت عليه قضايا وأحكام.
والخلاصة أن الشيعة تعتبر الإمامة أصلا من أصول الدين.
بينما يعتقد أهل السنة أن الإمامة مسألة لا صلة بها بأصول الدين.
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 113 115 116 117 118 119 120 ... » »»
الفهرست