دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ٤٧
وهذا القدر بعينه هو عين الطعن في نفس النبوة وإن كان يقر بتعظيمهم وكمالهم (1)..
إن فقهاء أهل السنة لا يتورعون عن ربط الكتاب بالسنة والدمج بينهما. حتى أنهم اعتبروا طعن في كتاب الله..
وما داموا يتكلمون بلغة الوحيين..
ولغة التوحيدين..
ولغة الكتابين..
فأي مخرج يمكن أن يكون لأولئك الذين يتسلحون بالعقل في مواجهة الروايات؟ وهل هناك مسلم يرفض ما جاء به الرسول (ص)؟
والإجابة بالطبع لا. ولكن الفقهاء أوهموا المسلمين أن من يرفض الأحاديث يرفض ما جاء به الرسول. أي يرفض كتاب الله..
وهذه حيلة لا تنطلي على أصحاب العقول الذين جرمهم الفقهاء وحذروا المسلمين منهم باعتبارهم من أهل البدع..
إن كل من يستخدم ويميل إلى المنطق والفلسفة وعلم الكلام هو مبتدع في نظر الفقهاء.
وقد قال بعضهم: العلم بالكلام هو الجهل بالكلام هو العلم (2)..
إن مثل هذه التصورات التي يطرحها الفقهاء عن الرسول وأحاديثه فضلا عن كونها مخالفة لنصوص القرآن هي صورة من صور تاليه الرسول ومن يعتقد فيها فقد وقع في عبادة الرجال..
وما دام المسلم لا يرفض الرسول وما جاء به فكيف يضل ويكفر..؟

(1) المرجع السابق.
(2) أنظر شرح الطحاوية..
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 43 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»
الفهرست