دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ٣٢٥
تأخر. اشفع لنا إلى ربك ألا ترى إلى ما نحن فيه. فأنطلق فآتي تحت العرش.
فأقع ساجدا لربي عز وجل. ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي. ثم يقال يا محمد ارفع رأسك. سل تعطه واشفع تشفع.
فأرفع رأسي فأقول: أمتي يا رب. أمتي يا رب. فيقال: يا محمد. أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة. وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب. ثم قال: والذي نفسي بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وحمير أو كما بين مكة وبصرى " (1).
إن هذه الرواية تشير إلى أن الأنبياء الخمسة وهم أولو العزم من الرسل أي أصحاب الرسالات الكبرى في التاريخ البشري يشكون في أنفسهم وخلقهم فينسبون لأنفسهم ذنوبا أنزلت عليهم غضب الله وبالتالي أصبحوا لا يضمنون النجاة من النار ولأجل ذلك تخلوا عن أقوامهم. وهذا يعني التشكيك فيهم.
وهذه أولى النتائج التي تدعونا إلى الشك في الرواية.
النتيجة الثانية هي أن الرواية ذكرت لكل نبي ما أوجب غضب الله عليه عدا عيسى فقد لحقه هذا الغضب دون أن تحدد الرواية ذنبه. فهل عجز أبو هريرة عن اختراع ذنب لعيسى؟
النتيجة الثالثة أن أقوام الرسل أجمعين بعد أن تخلى منهم رسلهم هرعوا نحو محمد (ص). لكن محمد عندما رفع رأسه ليشفع لأمته فقط. وذلك واضح من خلال قوله: " أمتي يا رب ".. فهل غفل أبو هريرة عن سد هذه الثغرة في الرواية. أم أن أمة محمد هي التي هرعت نحو آدم ثم نوح ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى..؟
وفي كلتا الحالتين فإن الأمم السابقة لم يتحدد مصيرها من خلال الرواية كما لم يتحدد مصير الأنبياء الخمسة..
وهل يستقيم مثل هذا التصور عن الأنبياء مع تلك الرواية التي جاءت على ..

(1) البخاري كتاب التفسير. سورة بني إسرائيل
(٣٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 » »»
الفهرست