دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ٣٠٨
وتيار الحنابلة هو الذي خلق الفقيه المتطرف ابن تيمية الذي خلق بدوره وبطرحه التيار الوهابي الذي ساد واقع المسلمين اليوم بالدنانير والريالات وخلق لنا في النهاية التيارات الإسلامية التي جعلت من هذه الأمور الشكلية (الذهب والصور والموسيقى) وغيرها قضاياها الأساسية التي تبرر لها شهر السيوف وإراقة الدماء من أجلها..
ويروى عن ابن هريرة أن الرسول (ص) قال: " لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار " (1)..
وفي رواية أخرى: " ثم تحرق بيوت على من فيها " (2)..
قال الفقهاء: المراد أناس مفقودين بعض من المنافقين فإنه لا يظن بالمؤمنين أنهم يؤثرون العظم السمين على حضور الجماعة مع سيد المرسلين.. وقيل هذا مختص بزمانه (ص) لأنه لم يتخلف عن الجمعة في ذلك الوقت إلا منافق ويحتمل أن يحصل عاما فيكون تشديدا على تاركي الجمعة بغير عذر وتنبيها على عظم إثمهم (3)..
وكلام الفقهاء هذا فيه إدانة للرسول (ص) فهو قد هم بإحراق بيوت تاركي الصلاة بمن فيها من الأطفال والشيوخ والنساء. وهذا حكم لا يوجد ما يبرره شرعا لا في القرآن ولا في الروايات. فضلا عن كونه يتسم بالوحشية والهمجية التي تضع الرسول في موضع طغاة القرون الوسطى ورجال محاكم التفتيش الذين كانوا يحرقون المخالفين أحياء وعلى الملأ. وإذا كان قتل الشيوخ والأطفال والنساء وحرق الأشجار والبيوت والزرع لا يجوز في زمن الحرب على المشركين وهو ما نصت عليه الروايات التي يتعبد بها القوم. فهل يجوز إحراق المسلمين وفي زمن السلم (4)..؟

(١) مسلم. كتاب المساجد. باب فضل صلاة الجماعة والتشدد في التخلي عنها. وانظر أبو داود كتاب الصلاة.
(٢) المرجع السابق..
(٣) مسلم. هامش الباب السابق..
(٤) أنظر أبواب الجهاد في كتب السنن..
(٣٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 ... » »»
الفهرست