بالحيل وبقوة الحجة لا رسول الله. فهل فات الفقهاء الفرق بين الرسول وبين القضاة والحكام..؟
ولقد دافع بعض أصحاب العقول في الماضي عن الرسول وأنه كان يقضي بالاجتهاد فيما لم ينزل عليه فيه شئ وتصدى ابن حجر العسقلاني لهؤلاء وقدم عشرات التبريرات رافضا فكرة كون الرسول يخطئ في الاجتهاد وفي حكم من الأحكام يلزم المكلفين بهذا الحكم الخطأ لثبوت الأمر باتباع الرسول لقوله تعالى (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم) (1)..
إلا أن الاستناد إلى قوله تعالى (إن أتبع إلا ما يوحى إلي..) [الأنعام:
50]..
وقوله (وما ينطق عن الهوى).
وقوله (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله) [النساء: 106]..
هذه النصوص القرآنية الصريحة كافية وحدها لإبطال تلك الرواية مؤكدة أن الرسول دائما في حراسة الوحي ولا يملك أن يصدر حكما غير صائب في غيبته..
أما رواية الشاة المسمومة فهي امتداد للرواية التي سبقتها عن الخصومة فكلاهما تؤكدان أن الرسول وقع في شرك أعداء الدين وخصوم الدعوة أو حتى أصحاب الحيل في غيبة الوحي..
فهذه اليهودية قدمت الشاة المسمومة للرسول فأكل منها هكذا ببساطة مما دفع بآخرين إلى الأكل منها فقضى عليهم بينما أصيب الرسول بتسمم استمرت آثاره تتضاعف في جسده حتى مات..
وفي رواية أخرى حول هذه الحادثة: فجئ بها - أي باليهودية - إلى رسول الله (ص) فسألها عن ذلك. فقالت: أردت لأقتلك. قال: " ما كان الله ليسلطك على ذاك) (2)..