طين) قال عمر: فتبارك الله أحسن الخالقين. فنزلت (فتبارك الله أحسن الخالقين). ونقل عن كعب الأحبار قوله: ويل لملك الأرض من ملك السماء.
فقال عمر: إلا من حاسب نفسه. قال كعب: والذي نفسي بيده أنها لفي التوراة لتابعتها. فخر عمر ساجدا. ونقل أن بلالا كان يقول إذا أذن: أشهد أن لا إله إلا الله حي على الصلاة. فقال عمر: قل في أثرها: أشهد أن محمد رسول الله. فقال رسول الله (ص): قل كما قال عمر (1)..
ونقل الترمذي عن ابن عمر قوله: ما نزل بالناس أمر قط فقالوا فيه. وقال فيه عمر إلا نزل القرآن فيه على نحو ما قال عمر (2)..
ونقل ابن حجر الهيثمي لعمر سبعة عشر موافقة للكتاب والسنة والتوراة (3)..
إن أدنى تفكر في هذه النصوص يقودنا إلى الحكم ببطلانها وضلال معتنقيها فإن تبني مثل هذه الروايات يحط من قدر الرسول ويشكك في دوره كما يشكك في الوحي ويدخله في دائرة البعث.
وإن تبني الفقهاء لمثل هذه الروايات يكشف لنا مدى حجم الجريمة الشنعاء التي ارتكبوها في حق الرسول (ص). وهو ما يتضح بجلاء عند مناقشة هذه الروايات وتبين نتائجها ومدلولاتها..
وأول ما تؤكده هذه الروايات هو مشاركة عمر للرسول في أمر الوحي وهذا ضلال بعيد. وهو كفر لا محالة. إذ أن الرسول هو المختار من قبل الله تعالى وهو الملهم والمسدد وفوق هذا هو مبلغ ومبين ولا يعلم الغيب ولا يتنبأ إلا وفق ما يوحى إليه. هذه هي صورة الرسول كما يرسمها القرآن. أما هذه الروايات فترسم لعمر صورة أخرى فوق صورة الرسول فهي تؤكد جهل الرسول وإهماله شؤون الدين وتنبه عمر لذلك ثم موافقة الوحي ونزوله مناصرا لرأي عمر.