دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ٢٤٩
وعلى أي أساس سوف يتم هذا الاختيار؟
أما فيما يتعلق بموضوع الرواية فهو أمر مناف للعقل ويصطدم بعصمة النبي التي هي في الأساس مسألة معنوية لا مادية كما تحاول تأكيد ذلك الروايات..
إن مثل هذه الروايات تشبه إلى حد كبير تلك الروايات المنتشرة في التوراة والإنجيل حول الأنبياء والأحبار والرهبان ومن جهة أخرى فإن هذه الروايات تحاول تأكيد فكرة جهل الرسول وافتقاده الرصيد العلمي قبل البعثة وحتى بعدها..
وبدلا من أن يعمل الفقهاء عقولهم في هذه الروايات والنظر في أمر قبولها قاموا بإخضاع النص القرآني لهذه الروايات. بتفسير قوله تعالى (ألم نشرح لك صدرك) على ضوء هذه الروايات (1)..
- عمر والرسول:
إن قمة تجهيل الرسول (ص) وامتهانه تتجلى لنا في تلك الروايات التي يتداولها القوم والتي يطلقون عليها موافقات عمر أي موافقته للوحي..
يروى عن عبد الله بن عمر قال: قال أبيه: وافقت ربي في ثلاث: في مقام إبراهيم. وفي الحجاب. وفي أساري بدر (2)..
وفي رواية أخرى: وافقت ربي في ثلاث. فقلت: يا رسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى. فنزلت (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) وآية الحجاب.
قلت: يا رسول الله: لو أمرت نساءك أن يحتجبن فإنه يكلمهن البر والفاجر.
فنزلت آية الحجاب. واجتمع نساء النبي (ص) في الغيرة عليه فقلت لهن عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن. فنزلت هذه الآية (3)..
ويروى عن ابن عمر قال: لما توفى عبد الله بن أبي بن سلول جاء ابنه عبد

(١) أنظر تفسير ابن كثير والآلوسي والخازن وغيرهم..
(٢) مسلم. كتاب فضائل الصحابة..
(3) البخاري. كتاب الصلاة..
(٢٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 243 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 ... » »»
الفهرست