تكتظ كتب السنن بعشرات الروايات التي تصف الرسول (ص) بالجهل وتشكك في قدراته على القيام بدوره كنبي مرسل..
وكالعادة بارك الفقهاء هذه الروايات وقاموا بتبريرها وتأويلها دون أن ينتبهوا إلى خطورتها ومساسها بشخص الرسول..
ولقد تمادى الفقهاء في موقفهم فباركوا روايات ترفع مقام عمر فوق مقام الرسول وتدخله مقام النبوة وتجعله مشاركا للرسول في أمر الوحي ولقد جمعنا في هذا الباب الكثير من الروايات المتناثرة في كتب السنن والتي تصلح كل رواية منها ليقوم عليها بابا خاصا بها. لكننا ألحقناها بالباب لقرب موضوعها من موضوعه وتجنبا للإطالة وتيسيرا للقارئ..
وبين الروايات المتعلقة بالرسول والروايات المتعلقة بعمر نقف في دهشة وضجر من هؤلاء الفقهاء الذين هان عليهم رسولهم إلى هذا الحد..
- الرسول والوحي:
بدا القوم بتجهيل الرسول (ص) مع أول خطوة خطاها على طريق البعثة والرسالة في مكة..
تروي عائشة أن الرسول (ص) كان يخلوا بغار حراء يتعبد فيه الليالي ذوات العدد. وأن الملك جاءه فقال اقرأ. قال: " ما أنا بقارئ ". فأخذه فغطه حتى بلغ منه الجهد ثم أرسله فقال: اقرأ. قال: " ما أنا بقارئ ". فأخذه فغطه ثانية حتى بلغ منه الجهد ثم أرسله فقال: اقرأ. قال: " ما أنا بقارئ ". فأخذه فغطه الثالثة ثم أرسله فقال: (اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم). فرجع بها الرسول يرجف فؤاد ودخل على خديجة قائلا: " زملوني زملوني ". فزملوه حتى ذهب منه الروع. واخبر خديجة بالخبر وقال: " لقد خشيت على نفسي ".. فأخذته خديجة على ورقة بن نوفل وكان على دين النصرانية..