دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ١٠٦
لتحصينهن كأنه أراد به عدم تشوفهن للزواج إذ الاحصان له معان منها الإسلام والحرية والعفة والذي يظهر أن ذلك إنما كان لإرادة العدل بينهن في ذلك وإن لم يكن واجبا (1)..
ويتعلق ابن حجر بقوله: وفي التعليل الذي ذكره نظر لأنهن - أي نساء النبي - حرم عليهن التزويج بعده. وعاش بعضهن بعده خمسين سنة فما دونها وزادت آخرهن موتا على ذلك - هي أم سلمة وتوفيت في عام 61 ه‍ (2)..
لقد غرق الفقهاء في التأويلات والاحتمالات وتناسوا جوهر الرواية. وهم بالطبع غير مكلفين بذلك فوظيفتهم هي التأويل والتبرير واستنباط الأحكام وليس إعمال العقل في الروايات لمعرفة مدى صحتها وانسجامها مع نصوص القرآن وشخص الرسول فما دامت هي من روايات البخاري ومسلم فقبلوها واجب شرعي ورفضها طعن في الدين وفي الرسول..
وإذا كان هناك من أصابته الدهشة لسماعه هذا الخبر في زمن الرسول (ص) وهو ما يظهر من خلال قوله: أو كان يطيقه؟ فكيف الحال بنا اليوم..؟
وقد جاء رد أنس ليزيد الطين بلة بقوله: كنا نتحدث أن له قوة ثلاثين. أي قوة ثلاثين رجلا في الجماع..
فهل هناك فضح وتعرية للرسول أكثر من هذا..؟
إن هذا الكلام لا يعني إلا شيئا واحدا وهو أن الحياة الجنسية للرسول كانت مكشوفة للجميع وسيرته مع نسائه على السنة الناس بالمدينة..
وهذا كلام غير مقبول. كما أنه من غير المقبول فكرة الطواف ذاتها. من حيث القدرة ومن حيث الفراغ.
إن التسليم بمثل هذه الروايات يعني أن الشغل الشاغل للرسول كان النساء.
وهذا العدد الذي ارتبط به - سواء كان تسعة أو إحدى عشر - كاف وحده لإضاعة

(1) فتح الباري ح‍ 9 / 316..
(2) المرجع السابق.. ويروى أن آخرهن موتا ميمونة بنت الحارث في نفس العام..
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»
الفهرست