مقدمة المؤلف:
رحلتي كانت انطلاقتي مع رزية الخميس، وهي ليست رزية يوم يسمى الخميس لأن أثرها ما زال للآن، ولن يزول إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على فراش مرضه، وفي لحظات الوداع الأخيرة يتوجه إلى أصحابه الذين امتلأت غرفته بهم ويقول (صلى الله عليه وآله وسلم): " ائتوني أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا " (1) ومن الذي لا يرضى بكلام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ ومن لا يحب هذه الهدية من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ إنه الأمان من الضلال والتيه، ولكن ماذا جرى؟ فها هي الأمة منذ ذلك اليوم تائهة ومنقسمة إلى فرق ومذاهب، وقد صارت لعبة بيد الأعداء . فماذا حدث يا ترى حتى ضلت الأمة؟ ومن الذي حال دون كتابة ذلك الكتاب؟
في صحيح البخاري، تكلم عمر بن الخطاب، فقال: " إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن، حسبنا كتاب الله " (2) وفي رواية أخرى: