الامامة والقيادة - الدكتور أحمد عز الدين - الصفحة ٢١٤
فإن لم يفعل العالم هذا أو تلك، خرج في إعارة هنا أو هناك ليجمع قرشين يعدل بهما حاله، ويزوج أبناءه وبناته، وهذا يحافظ على راتبه بإرضاء الدولة المعار منها والمعار إليها، فلا فرق أيضا بين هذا ومن سبقوه.
أو تراه مثلا افتتح له دكانا إسلاميا في شكل مدرسة أو جامعة إسلامية، جمع باسمها التبرعات ووجد لها من يمولها، خاضعا في ذلك لتنفيذ سياسة الممولين.
هكذا نرى أن الاسم الجامع لهذه الأشكال التعايشية كلها مهما اختلفت وسائلها ودوافعها هو (التجارة) ولا شئ غيرها.
وهؤلاء لا يمكن لعاقل أن يتوقع منهم مساندة الحق أو التضحية بما هم عليه في سبيل هذا الدين.
فلا بد إذن من تحقيق الاستقلال الاقتصادي للعلماء في ظل نظام المجتهدين الأحياء، ولذلك أرى ضرورة دفع الزكاة والصدقات والكفارات من قبل المقلد إلى المجتهد الذي يقلده. ولا أرى بأسا في الأخذ بنظام الخمس كما في المذهب الجعفري، وهو أن يدفع كل مقلد خمس ماله المتبقي بعد أن يدخر له ولأولاده ما
(٢١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 » »»
الفهرست