نص (إنجيل برنابا) - سيف الله أحمد فاضل - الصفحة ٢٩١
قلت لك الحق لما صدقتني لأنك قد تكون مخدوعا كما خدع الكهنة والفريسيون أجاب الوالي ظانا انه أراد أن يتكلم عن الشريعة الا تعلم اني لست يهوديا ولكن الكهنة وشيوخ الشعب قد سلموك ليدي فقل لنا الحق لكي أفعل ما هو عدل لأن لي سلطانا أن أطلقك وأن آمر بقتلك أجاب يهوذا صدقني يا سيد انك إذا أمرت بقتلي ترتكب ظلما كبيرا لأنك تقتل بريئا لأني أنا يهوذا الإسخريوطي لا يسوع الذي هو ساحر فحولني هكذا بسحره فلما سمع الوالي هذا تعجب كثيرا حتى أنه طلب ان يطلق سراحه لذلك خرج الوالي وقال متبسما من جهة واحدة على الأقل لا يستحق هذا الانسان الموت بل الشفقة ثم قال الوالي ان هذا الانسان يقول إنه ليس يسوع بل يهوذا الذي قاد الجنود ليأخذوا يسوع ويقول إن يسوع الجليلي قد حوله هكذا بسحره فإذا كان هذا صدقا يكون قتله ظلما كبيرا لأنه يكون بريئا ولكن إذا كان هو يسوع وينكر انه هو فمن المؤكد انه قد فقد عقله ويكون من الظلم قتل مجنون حينئذ صرخ رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب مع الكتبة والفريسيين بصخب قائلين انه يسوع الناصري فإننا نعرفه لأنه لو لم يكن هو المجرم لما اسلمناه ليديك وليس هو بمجنون بل بالحري خبيث لأنه بحيلته هذه يطلب أن ينجو من أيدينا وإذا نجا تكون الفتنة التي يثيرها شرا من الأولى اما بيلاطس وهو اسم الوالي فلكي يتخلص من هذه الدعوى قال إنه جليلي وهيرودس هو ملك الجليل فليس من حقي الحكم في هذه الدعوى فخذوه إلى هيرودس فقادوا يهوذا إلى هيرودس الذي طالما تمنى أن يذهب يسوع إلى بيته ولكن يسوع لم يرد قط أن يذهب إلى بيته لأن هيرودس كان من الأمم وعبد الاله الباطلة الكاذبة عائشا بحسب عوائد الأمم النجسة فلما قيد يهوذا إلى هناك سأله هيرودس عن أشياء كثيرة لم يحسن يهوذا الإجابة عنها منكرا انه هو يسوع حينئذ سخر به هيرودس مع بلاطه كله وأمر أن يلبس ثوبا أبيض كما يلبس
(٢٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 ... » »»