قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٨٣٣
شواهد من نبوات العهد القديم. ولا يعلم هل هذا الإنجيل هو الأول باعتبار زمن تأليفه إلا أنه يستحق الوضع في صدر العهد الجديد لكونه الحلقة الموصلة بين العهد القديم والعهد الجديد وبين الناموس والإنجيل.
وموضعه في العهد الجديد كموضع خمسة أسفار موسى في العهد القديم فإن عظة المسيح على الجبل تقابل إعطاء الناموس من سيناء ويظهر لمن يقرأ جدول مواليد المسيح، والاعلان ليوسف وزيارة المجوس التي كلها تختص بهذا الإنجيل أن النظام الجديد إنما هو تتميم للنظام القديم لا ناسخ له. ومما يؤكد ذلك العظة على الجبل والأمثال بخصوص ملكوت السموات والتنديد بالفريسيين والصدوقيين وإبراز النبوات العديدة من العهد القديم التي صرح بأنها قد تمت في حوادث حياة يسوع.
ويقسم هذا الإنجيل إلى الأقسام الرئيسية التالية.
(1) مولد المسيح مع سلسلة نسبه (ص 1 و 2) (2) مقدمة لخدمة المسيح (ص 3 - 4) (3) رسالته في الجليل (ص 4: 18 - 9: 35) (4) إرساله التلاميذ للتبشير بملكوت الله (ص 9: 36 - 10).
(5) ازدياد مقاومة اليهود له (ص 11 - 15: 20) (6) ذهاب المسيح نهائيا من كفرناحوم وتعليم التلاميذ (ص 15: 21 - 18).
(7) ختام خدمة المسيح في بيرية (شرق الأردن) (ص 19 - 20) (8) الأسبوع الأخير وفيه موضوع الآلام والقيامة (ص 21 - 28) واختلف القول بخصوص لغة هذا الإنجيل الأصلية فذهب بعضهم إلى أنه كتب أولا في العبرانية أو الأرامية التي كانت لغة فلسطين في تلك الأيام.
وذهب آخرون إلى أنه كتب في اليونانية كما هو الآن. أما الرأي الأول فمستند إلى شهادة الكنيسة القديمة. فإن آباء الكنيسة قالوا إنه ترجم إلى اليونانية ويستشهدون بهذه الترجمة، فإذا سلمنا بهذا الرأي التزمنا بأن نسلم بأن متى نفسه ترجم إنجيله أو أمر بترجمته.
أما الرأي بأن متى نفسه ترجم إنجيله العبراني فيفسر سبب استشهاد الآباء بالإنجيل اليوناني نفس فإن متى يوافق مرقس ولوقا في العظات ويختلف عنهما أكثر ما يكون في القصة. ثم إن الآيات المتقطفة في العظات هي من الترجمة السبعينية وفي بقية القصة هي ترجمات من العبرانية.
ولا بد أن هذا الإنجيل قد كتب قبل خراب أورشليم وينبئ ص 24 بوقوع ذلك. وذهب بعض القدماء إلى أنه كتب في السنة الثامنة بعد الصعود وآخرون إلى أنه كتب في الخامسة عشرة. ويظن البعض أن إنجيلنا الحالي كتب بين سنة 60 وسنة 65 م. وأن إنجيلي مرقس ولوقا كتبا في تلك المدة نفسها.
مميزات هذا الإنجيل (1) إنه يضع أمامنا صورة واضحة لإتمام نبوات العهد القديم بيسوع المسيح (مت 1: 23 و 2:
18 و 23 و 4: 15 وما بعده و 8: 17 و 12: 18 وما بعده و 13: 35 و 21: 5 و 27: 9 وما بعده).
(2) يوجه هذا الإنجيل عناية خاصة إلى تعاليم السيد المسيح ويضع أمامنا خمس خطابات أو مواعظ للسيد المسيح وهي:
(٨٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 828 829 830 831 832 833 834 835 836 837 838 ... » »»