إلى ست مقاطعات. ثم في أيام اليونان والرومان انقسمت إلى مقاطعتين وهما أتروباتينة ومادي الكبيرة أما أتروباتينة فكانت إلى الشمال. وكانت تشتمل على الأرض الواقعة بين بحر قزوين والجبال شمالي نهر زاغروس وهذه الأرض مرتفعة نحو 3000 قدم فوق سطح البحر وتخترقها سلاسل جبال وأودية وتربتها معتدلة الخصب وينبت فيها أنواع كثيرة من الخضر والفواكه. وأما مادي الكبيرة فهي إلى الجنوب والشرق من أتروباتينة وهي جبلية وتقع إلى جهة الغرب ذات غابات وخصب غير أنها إلى جهة الشرق والجنوب الشرقي جدباء صخرية ورملية تنتهي في صحراء فارس السبخة وكانت أكتبانة قصبة كل من هاتين المقاطعتين.
وكانت مادي مقسومة أيضا إلى مقاطعات صغيرة بدليل أنه وجدت اسطوانة منسوبة إلى سرجون ذكر فيها أربعة وعشرون رئيسا ماديا وذلك نحو سنة 713 ق. م. ومادي الآن جزء من مملكة ايران الحالية.
تاريخ مادي: الماديون هم نسل مادي بن يافث (تك 10: 2). وقد اشتهروا بخيولهم وأفراسهم وكانوا يتصلون بالفرس في الجنسية واللغة والثقافة والتاريخ. وأول مرة نجد ذكرا لمادي هي في كتابات شلمناصر الثالث الذي أخضعها سنة 835 ق. م.
ودفع له سبعة وعشرون ملكا من الماديين الجزية صاغرين.
وقد تعاقبت غزوات الأشوريين بعد ذلك في أيام شمشي أداد (812 - 782) وكذلك في أيام تغلث فلاسر الثالث 737 حينما غزاها وضم مقاطعاتها إلى أشور. وحينما استولى سرجون على السامرة 722 وضع عددا من بني إسرائيل المسبيين في مدن مادي (2 مل 17: 6 و 18: 11). وفي 710 أخضع الماديين بالكلية وضع عليهم الجزية بأن يقدموا عددا من الخيول الممتازة التي اشتهرت بها بلاد مادي.
ويفاخر سنحاريب أيضا بالجزية الموضوعة على مادي كما وأن آسرجدون وضع حكاما في أنحاء البلاد.
وفي أيام فراورتيس 674 - 653 أصبحت مادي قوة يعتد بها. وفي 625 في أيام ابنه كيكساريس الذي اتحد مع نبوبولازر ملك بابل تم حصار نينوى وأخضعوها. وهكذا زال ملك الأشوريين من الوجود.
ومن ثم صارت مملكة مادي قوية تشتمل على فارس وتوابعها وأشور وغيرها وامتدت من نهر هاليس إلى بحر قزوين ومن هناك إلى خليج فارس. واتحدت مملكتا مادي وفارس في أيام كورش سنة 588 ق. م.
وحينئذ سميت المملكة مادي وفارس (دا 5: 28 و 6: 8 و 12 و 15) وفارس ومادي (اس 1: 19) ولا يشار في الكتاب المقدس إلى مدينة من مدن مادي إلا أحمثا (عز 6: 2). وهي اكبتانة. وعصى الماديون في ملك داريوس هستاسبيس سنة 500 ق. م.
وكذلك في ملك داريوس نوثوس سنة 420 ق. م.
إلا أنهم لم يفلحوا في ذلك. وافتتحها اسكندر ذو القرنين وبعد عصره استقلت مادي إلى أول قرن من القرون المسيحية حينئذ صارت جزءا من المملكة الفرثية وذكر الماديون مع الفرثيين في أيام الرسل (اع 2: 9). وفي الكتابات العبرية المقدسة نجد الماديين إحدى الأمم التي تشترك في فتح بابل (اش 13: 17 وما يليه وقابل أيضا ار 51: 11 و 28).
وأن عيلام ومادي كلاهما مسميان كغازين لبابل (اش 21: 2 و 9). ولدى فتح بابل العظيمة بيد