قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٦٦١
رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية: أنها رسالة وجهها إلى الكنائس في غلاطية التي كانت قد تألفت بعد زيارة بولس لتلك البلاد (غل 1: 2 و 4:
14 و 15). وقد كتبت إما في أعقاب رحلة بولس التبشيرية الثانية (حول 55 م) أو أثناء رحلته التبشيرية الثالثة (حوالي 57 م). وكتبها بولس بعد أن ترامى إليه أن بعض معلمي التعاليم المغايرة لما علم هو وللحق أخذوا يفسدون عقول الشعب ويغالطون بولس عن خطأ ويدعون إلى التمسك بالتقاليد الموسوية القديمة، وذريعتهم أن المسيحية امتداد لليهودية، وأن طقوس موسى هي أساس المسيحية ويجب عدم التخلي عنها.
كما أنهم طغوا على شخص بولس نفسه، وقالوا إنه دخيل على الإيمان، وأن معرفته للإنجيل جاءت غير مباشرة، وليس من مصدرها الأصلي. وربما كان احتدام الصراع بين بولس وهؤلاء هو الذي يزيد في حرارة هذه الرسالة، ومنطقها السليم.
تعتبر رسالة بولس إلى الغلاطيين من أهم الوثائق في المسيحية. وهي تبدأ بالمقدمة (1: 1 - 10) التي يفتتح بولس فيها موضوع خطأهم في الاستماع إلى المبشرين المزيفين، ويؤكد قداسة الكلمة التي نقلها إليهم وكرز بها أمامهم، ثم يدافع عن رسالته التبشيرية بأنها من المسيح مباشرة وليست من إنسان (1: 11 - 2: 21). ويقول إن الكنيسة في القدس، وباقي الرسل، يوافقون على آرائه (2: 1 - 10). وأنه ثابت على رأيه (2: 11 - 21). ويبدأ في الأصحاح الثالث تفسير نظريته بأن الإيمان وحده يبرر الإنسان، لأن الإيمان يجعل الإنسان ابنا لإبراهيم، ولأن الختان وباقي الطقوس ليست لازمة، ويستشهد بولس على ذلك باختبارات الرسل في القدس (3: 1 - 5).
وعلى أقوال الكتاب (3: 6 - 9) وعلى الإيمان بأن يسوع قد حرر الإنسان من اللعنة (3: 10 - 14).
وأن الله عدل ميثاقه مع إبراهيم، في العهد الجديد، بحيث أصبح ناموس العهد القديم بحاجة إلى تعديل (3: 15 - 18). ويتابع تفسيراته في الأصحاح الرابع لصحة الإنجيل وقداسته، من حيث بنوة المؤمنين وحقوق البنوة (4: 1 - 11) ومحبتهم الشخصية له (4: 12 - 20). وتشبيه الناموس بهاجر في قصة هاجر وسارة (4: 21 - 31) ويشرح بولس في 5: 1 - 6: 10 التحرر من الناموس، ويدعوهم لئلا يسيئوا هذا التحرر، وأن يمارسوه بمسؤولية وإخلاص وكتب الرسول ختام الرسالة (6: 11 - 18) بيده.
ويمكننا أن نلخص قيمة هذا السفر، وهو التاسع من أسفار العهد الجديد، بما يلي: أولا: فيه معلومات عن حياة الرسل، مما يكمل ما ورد في أعمال الرسل.
ثانيا: فيه معلومات موافقة الرسل الأوائل على تعاليم بولس، مع أنهم عهدوا إليه بالعمل بين الأمم.
ثالثا: إنه يعطي ملخصا سريعا، وعمليا، لبرنامج الخلاص نفسه، الذي نجده في الرسالة إلى أهل رومية:
الناموس ذاته غير صالح لتبرير وتخليص الخاضعين له.
المسيح نفسه هو سبيل الخلاص لأنه بموته واجه ادعاء الناموس ضد المؤمنين، والناموس لم يوضع ليخلص، وإنما وضع ليوجه ويحذر ويعلم ويمهد للمسيح. هذه الرسالة تكرس إعلان المسيحية دنا عالميا مستقلا وليس مجرد تتمة للدين اليهودي.
غلوة: مقياس يوناني الأصل، يبلغ 606 أقدام إنجليزية، أي ثمن ميل روماني. والغلوة اليونانية اقصر قليلا من الغلوة الإنجليزية، التي تبلغ 660 قدما إنجليزية، أي ثمن ميل إنجليزي. واستعمل الكتاب الغلوة في تقدير القياسات في أربع مناسبات:
فقد رأي التلاميذ يسوع في بحيرة طبريا، وهو يسير إليهم في الماء، على بعد خمس وعشرين أو ثلاثين غلوة (يو 6: 11) وكانت عمواس تبعد عن القدس
(٦٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 656 657 658 659 660 661 662 663 664 665 666 ... » »»