قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٦٥٦
هذه العادة تحمل المظهر ذاته في بلاد الشرق إلى اليوم. ويفعل ذلك من يخرج من بيت ما فاشلا في تحقيق مشروع له.
ثانيا: تذرية الغبار (والتراب) في الهواء، كمظهر للغضب والثورة والتهديد، وهو ما يحصل، عفوا، بمجرد تجمع عدد من الثائرين أو المتوعدين.
إذ أن الغبار يرتفع في الهواء إذا كان التجمع والصخب في أرض خلاء. وقد ذرى الغبار في الجو لما تجمع اليهود حول بولس في القدس وسلموه إلى العسكر (اع 22: 23) وذراه أيضا شمعي، وهو يسير مقابل داود ويشتمه (2 صم 16: 13).
ثالثا: الغبار الذي تحمله الزوابع ويبدو كأنه ينزل من السماء كالمطر. وهو أمر شائع في المناطق الصحراوية أو القريبة من الصحاري. ولذلك هدد موسى العبرانيين، في خروجهم من مصر إلى فلسطين بأن الله يجعل المطر غبارا وترابا ينزل عليهم من السماء إن هم لم يسمعوا صوت الرب إلههم ولم يعملوا وصياه وفرائضة (تث 28: 24).
غداء: راجع " أكل "، " طعام ".
غريب: غير المألوف ولا المعروف، شخصا أو مكانا أو فكرة أو عملا منتظرا أو قولا. والغريب عادة عند الشعوب المحافظة المنكمشة على نفسها، مثل الشعوب الشرقية في الزمن القديم، ومثل اليهود بوجه خاص، لا يلقى من الشعب إلا الرفض الريبة أو التمنع. لهذا أنذر الله إبراهيم في رؤياه في منامه أنه سيجعل نسله غريبا في أرض ليست له (أي في مصر) سيستعبدون وسيذلون مدة أربعمائة سنة (تك 15:
13) وللغربة في الكتاب المقدس معان أربعة:
أولا - الغربة عن الوطن الأصلي، كغربة إبراهيم في فلسطين بعد مجيئه من موطنه الأصلي في أور الكلدانيين (تك 23: 4).
ثانيا - الغربة بالنبذ والترك والنسي والاهمال والاضطهاد، كما قال داود في بعض اعتذاراته (مز 69: 8).
ثالثا - المجهولو الأصل الدخلاء على اليهود المنضمون إليهم من شعوب أخرى. ومن هؤلاء من انضم لليهود في خروجهم من مصر، من المصريين عند دخولهم إلى فلسطين، ومن شعوب فلسطين والأردن. ومنهم من انضم إلى اليهود بواسطة الاستعباد والاعتقال بالحروب.
وكانت حقوقهم لا تتساوى مع حقوق اليهود الأصليين.
ومن حقوقهم المهضومة حق حكم بني إسرائيل (تث 17: 15). ومن الغرباء النساء اللواتي تزوج عدد كبير من اليهود بهن، قبل المجئ إلى فلسطين وبعده، وبعد السبي (عز 10: 2 و 3 ونح 9: 2 و 13: 3 واش 14: 1). وكان أنبياء الله ضد الزواج من أجنبيات لأن ذلك الزواج كان يستتبع اختلاط الإيمان اليهودي بأديان ومعتقدات الشعوب الأخرى وتنازل المتزوجين بأجنبيات عن تعاليم الله واقتفاء أثر أصنام زوجاتهم. وقد انبثقت هذه النظرة إلى الغرباء عن عادة اليهود بتسمية كل ما هو غير يهودي بالغريب.
ونظرتهم إلى أنفسهم كشعب مختار وجنس مصطفى.
رابعا - غربة القديسين عن العالم (تك 12: 1 واع 7: 3 وعب 11: 13 و 1 بط 1: 1). لأنهم يقتفون مثال المسيح ويثقون به ويصدقون مواعيده ويتركون كل شئ من أجله ولا يبتغون لأنفسهم إلا الوطن السماوي ويبتهجون بأداء فرائض الله ويصلون من أجل الهداية ويتركون رفقة الأشرار ويضيئون في العالم كالأنوار ويتحملون الاضطهاد الخ...
(٦٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 651 652 653 654 655 656 657 658 659 660 661 ... » »»