قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٢٧
من خصائص حكمه الخير أن أقيم في أثينا عدد كبير من الأبنية العامة الجميلة، وكذلك ازدهرت الآداب أثناء حكمه. وفي أواخر حكمه اندلعت نيران الحرب الپلپونيسية ودامت إلى عام 404 ق. م حيث انتهت بتسليم أثينا للأسبرطيين. ولما جاء فيليب المقدوني وتداخل في شؤون اليونان لم تكن الأمور مستقرة ولكن بعد أن قتل فيليب وجاء ابنه الإسكندر وتسلم مقاليد الحكم استتب له الأمر ووصلت أثينا في عصره إلى الذروة من القوة والنفوذ. وبعد أن خضعت بلاد اليونان للرومان أصبحت أثينا تحت نطاق حاكم مقدونية، ولكنها منحت استقلالا ذاتيا تقديرا لتاريخها الماضي المجيد.
ومع أنها كانت خاضعة للحكم الروماني فإنها صارت المدينة الجامعية في العالم الروماني ومنها شع نور روحي وحيوية فكرية إلى مدن أخرى مثل طرسوس وأنطاكية والإسكندرية، وقد ازدهت فيها أربع مدارس فلسفية: وهي الأفلاطونية، والمشائية، والأبيكورية والرواقية. وقد أقبل طلاب كثيرون إلى المدارس من بلاد اليونان ومن روما أيضا وقد استمرت مركزا للعلم إلى أن حرم جستنيان دراسة الفلسفة في عام 529 ميلادية.
وفي أثناء رحلته التبشيرية الثانية نزل بولس في بيرية وهي ميناء أثينا على البحر. وبينهما طريق طوله ميلان.
ويرجح أنه وهو في هذا الطريق رأى المذابح المخصصة للإله المجهول - وقد أشار مؤرخو القرن الثاني الميلادي إلى وجود هذه المذابح على نفس هذا الطريق، وفي أماكن أخرى في المدينة. ويرجح أن عند اقترابه من العاصمة رآها كما كانت حينئذ ولا زالت إلى اليوم مبنية حول تل الأكروبوليس الذي ارتفاعه حوالي 500 قدم فوق سطح البحر، وقد كان هذا التل قبلا حصنا ثم أصبح فيما بعد مركزا دينيا، حيث أقيمت أشهر وأعظم المذابح والهياكل وربما قضى بولس وقتا ما وهو يسير في شوارع المدينة ينظر إلى الأبنية العامة والهياكل العديدة والاستاد يوم (ساحة الألعاب) والسوق وقاعات الاجتماعات حيث كانت تعقد المجالس أو يلقن الطلاب العلم. وربما اكتشف حينئذ أن الأثينيين يحبون الجلوس في السوق أثناء النهار للتحدث في أنباء اليوم أو للتناقش في الآراء الفلسفية والدينية أو للمناظرة. وقد رأى بولس في ذلك فرصة سانحة لينادي بالإنجيل، ولكن لم تجد رسالته أذنا صاغية لدى جميع السامعين فطلبوا منه أن يذهب معهم إلى أريوس باغوس ليدافع عن تعليمه. وقد ظهر دفاعه أمام أعينهم كأنه فلسفة جديدة تنادي باله واحد.
وقد وجدت رسالته أذنا صاغية لدى دايونسيوس الاريوباغي. كما قد آمن بالرسالة عدد من المدينة ومن مجمع اليهود كما ورد في (أعمال 17: 15 - 34). ولا نعرف شيئا عن كنيسة أسست في أثينا في زمنه أو أنه كتب رسالة لها كما كتب لغيرها من الكنائس، أنظر أريوس باغوس.
الأثينيون: اسم أطلق على أهل مدينة أثينا.
وقد أشار لوقا إلى حبهم للاستطلاع وشغفهم بكل شئ جديد، أنظر أعمال 17: 21.
أجاج: اسم عماليقي وربما معناه " متأجج أو عنيف " ويظن البعض أن الاسم " أجاج " كان لقبا لملوك العماليق كما كان يطلق اسم فرعون على كل ملك في مصر، ويشير الكتاب إلى شخصين بهذا الاسم وهما:
(1) أجاج ملك العماليق ذكره بلعام في بركته لإسرائيل، أنظر سفر العدد 24: 7.
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»