والحياة، غير أن الأقانيم الثلاثة يشتركون معا في جميع الأعمال الإلهية على السواء. ولا تظهر عقيدة التثليث واضحة كل الوضوح في العهد القديم كما تظهر في العهد الجديد. وقد أشير إلى التثليث في تك ص 1 حيث ذكر " الله " و " روح الله " الخ (قابل مز 33: 6 ويو 1: 1 و 3) و " الحكمة الإلهية " المتجلية في أمثال ص 8 تقابل " الكلمة " في يوحنا ص 1. وهي تشير إلى الأقنوم الثاني في اللاهوت، وتطلق الصفات الإلهية على كل أقنوم من هذه الأقانيم الثلاثة على حدته.
(3) وحدة الله: وهذه ظاهرة بوضوح وجلاء في العهد القديم كما تظهر أيضا في العهد الجديد. غير أن التثليث أمر بين واضح في العهد الجديد ويشار إليه، ويفهم ضمنا في العهد القديم. وأعظم داع لإبراز وحدة الله هو إظهار خطأ إشراك آلهة أخرى معه; ومنع عبادة الأوثان التي كانت كثيرة الشيوع في الأزمنة الأولى قديما. ففي تثنية 6: 4 يدعى لله " ربا واحدا " ويدعى في العهد القديم أيضا " الإله الحي " تمييزا له عن آلهة الوثنيين الباطلة. والاعتقاد بأن الله واحد بين جدا وجلي في الديانة اليهودية كما أنه بين جدا في الديانة المسيحية.
(4) صفات الله: وتظهر صفات الله وأعماله، فقد أكمل جميع الكائنات فهو قدوس (يش 24:
19) لا يفنى (1 تي 1: 17) حاضر في كل مكان (مز 139: 7 و 1 ع 17: 24) قدير (تك 17: 1) غير متغير (مز 102: 26) عادل (ار 9: 24) رحوم (مز 136) حكيم (أي 12: 13) وهو محبة (1 يو 4:
16) وهناك كثير من الصفات غير هذه التي تظهر في أعماله التي تفوق إدراك العقل البشري وتزيد عن الحصر.
ابن الله: أطلق هذا اللقب على المسيا (مز 2:
7 ويو 1: 49) وهو يدل علي العلاقة القوية المكينة بين الأب السماوي والابن الأزلي. وقد استعمل هذا اللقب في العهد الجديد ما يقرب من 44 مرة عن يسوع المسيح. والله الأب يحب ابنه (يو 3: 35 و 10:
17) الأب هو الذي أرسل الابن ويعمل به (يو 3:
16 و 17 و 8: 42) وغلا 4: 4 وعب 1: 2) والمسيح بما أنه ابن الله فهو إله بكل الكمالات غير المحدودة التي للجوهر الإلهي (يو 1: 1 - 14 و 10:
30 - 38 وفيلبي 2: 6) والابن مساو لله في الطبيعة (يو 5: 17 - 25) ومن هذه الاعتبارات فالمسيح فريد في هذا وهو " ابن الله " ليس من وجهة النظر الجسدية كما يفهم من الكلمة " ولد " إنما يفهم به كتشبيه ليعبر عن مقدار المحبة والتعاون والتساوي في الطبيعة بين الأقنوم الأول والأقنوم الثاني في الثالوث الأقدس.
وقد قال المسيح عن نفسه أنه ابن الله (يو 5: 17 - 47 و 10: 36 و 11: 4) وقد اتهمه كهنة اليهود وحاكموه وحكموا عليه لأنه قال إنه المسيح ابن الله (مت 26: 63 - 66) وكثيرا ما أطلق الرسل هذا اللقب على المسيح (أعمال 9: 20 وغلا 2: 20 و 1 يو 3: 8 و 5: 5 و 10 و 13 و 20).
والبراهين على أن المسيح هو ابن الله الأزلي كثيرة في العهد الجديد، فعند معموديه المسيح جاء صوت من السماء قائلا: " هذا هو ابني الحبيب " (مت 3:
17) وقد جاء الصوت بنفس هذه الكلمات عند تجلي المسيح (مت 17: 5) وأن أخلاق الرسل وأعمال المسيح المعجزية لبراهين قوية على أنه ابن الله بواسطة القيامة من الأموات (رو 1: 4) وبصعوده إلى السماء (عب 1: 3).
واستخدم هذا اللقب " ابن الله " عن المسيح بنوع خاص في التحدث عن عمل الفداء العظيم الذي أجراه فهو النبي الأعظم (عب 1: 2) وهو الكاهن الأعظم (عب 5: 5) وهو الملك الأعظم (عب 1: 8).