والآخرين عن الأرض، قائلا " لا تخافوا، لأني أنا يسوع، ولا تبكوا فإني حي لا ميت "، فلبث كل منهم زمنا طويلا كالمخبول لحضور يسوع، لأنهم اعتقدوا اعتقادا تاما بأن يسوع مات، فقالت حينئذ العذراء " قل لي يا بني، لماذا سمح الله بموتك، ملحقا العار بأقربائك وأخلائك وملحقا العار بتعليمك؟ وقد أعطاك قوة على إحياء الموتى، فإن كل من يحبك كان كميت "، أجاب يسوع معانقا أمه " صدقيني يا أماه، لأني أقول لك الحق، إني لم أمت قط، لأن الله حفظني إلى قرب انقضاء العالم "، ولما قال هذا رغب إلى الملائكة الأربعة، أن يظهروا ويشهدوا كيف كان الأمر، فظهر من ثم الملائكة كأربع شموس متألقة، حتى أن كل أحد خر من الهلع ثانية كأنه ميت، فأعطى حينئذ يسوع الملائكة أربع ملاء من كتان ليستروا بها أنفسهم، لتتمكن أمه ورفاقه من رؤيتهم وسماعهم يتكلمون، وبعد أن أنهض كل واحد منهم، عزاهم قائلا " إن هؤلاء هم سفراء الله:
جبريل الذي يعلن أسرار الله، وميخائيل الذي يحارب أعداء الله، ورافائيل الذي يقبض أرواح الميتين وأوريل الذي ينادي إلى دينونة الله في اليوم الآخر، ثم قص الملائكة الأربعة على العذراء، كيف أن الله أرسل إلى يسوع، وغير صورة يهوذا، ليكابد العذاب الذي باع له آخر...
والتفت يسوع إلى الذي يكتب، وقال " يا برنابا! عليك إن تكتب إنجيلي حتما وما حدث في شأني مدة وجودي في العالم، واكتب أيضا ما حل بيهوذا، ليزول انخداع المؤمنين ويصدق كل أحد الحق "، حينئذ أجاب الذي يكتب إني لفاعل ذلك إن شاء الله يا معلم! ولكن لا أعلم ماذا حدث ليهوذا، لأني لم أر كل شئ " أجاب يسوع " ههنا يوحنا وبطرس اللذان قد عاينا كل شئ فهما يخبرانك بكل ما حدث "، ثم أوصانا يوسع أن ندعو تلاميذه المخلصين ليروه، فجمع حينئذ يعقوب ويوحنا التلاميذ السبعة مع نيقوديموس ويوسف وكثيرين آخرين من الاثنين والسبعين، وأكلوا مع يسوع، وفي اليوم الثالث قال يسوع " اذهبوا مع أمي إلى جبل الزيتون، لأنني أصعد من هناك أيضا إلى السماء، وسترون من يحملني "، فذهب الجميع، خلا خمسة وعشرين من التلاميذ الاثنين