الثقافة الروحية في إنجيل برنابا - محمود علي قراعة - الصفحة ١٩٧
"... فإن رؤساء الكهنة تشاوروا فيما بينهم، ليسقطوه بكلامه، لذلك أرسلوا اللاويين وبعض الكتبة، يسألونه قائلين: من أنت؟ فاعترف يسوع وقال: " الحق أني لست مسيا "، فقالوا: أأنت إيليا أو أرميا أو أحد الأنبياء القدماء، أجاب يسوع: " كلا "، حينئذ قالوا: من أنت لنشهد للذين أرسلونا؟! " فقال حينئذ يسوع " أنا صوت صارخ في اليهودية كلها، يصرخ " أعدوا طريق رسول الرب "، " كما هو مكتوب في أشعيا "، قالوا: إن لم تكن المسيح ولا إيليا أو نبيا، فلماذا تبشر بتعليم جديد وتجعل نفسك أعظم شأنا من مسيا؟ "، أجاب يسوع: " إن الآيات التي يفعلها الله على يدي، تظهر أني أتكلم بما يريد الله، ولست أحسب نفسي نظير تقولون عنه (1). "

(1) ثم وردت عبارة " لأني لست أهلا أن أحل رباطات جرموق أو سيور حذاء رسول الله الذي تسمونه مسيا... " وورد مثل هذا الكلام في الفصل الرابع والأربعين ممن إنجيل برنابا ص 71 في حديث يسوع مع تلاميذه عن مسيا ".. صدقوني أني رأيته وقدمته له الاحترام، كما رآه كل نبي، لأن الله يعطيهم روحه نبوة، ولما رأيته امتلأت عزاء قائلا: يا محمد ليكن الله معك، وليجعلني أهلا أن أحل سير حذائك، لأني إذا نلت هذا صرت نبيا عظيما وقدوس الله "، ولما قال يسوع هذا، شكر الله. وجاء في الفصل السابع والتسعين من إنجيل برنابا ص 197 عندما سأل الكاهن المسيح متي سيأتي مسيا "... ومع أني لست مستحقا أن أحل سير حذائه قد نلت نعمة ورحمة من الله، لأراه. " - وأنا أعتقد أن هذا الكلام من تواضع عيسى عليه السلام عند حديثه عن أخيه محمد، وإلا فإن الرسل كلهم إخوة، ولإخوتهم إعزازها، وقد كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إذا تحدث عن الأنبياء السابقين، تحدث ذاكرا فضلهم حديث محب لأنبياء الله، وكان يقول: " لا تخيروا بين الأنبياء " فلقد جاءه رجل فقال يا خير البرية! فقال صلى الله عليه وسلم: " ذاك إبراهيم خليل الله "، وتحدث عن عيسى عليه السلام، فقال: " ما من بني آدم من مولود إلا ينخسه الشيطان حين يولد، فيستهل صارخا من نخسته إياه، إلا مريم وابنها ". راجع ص 3 - 42 من وحي الأحاديث المحمدية ج 1 لمحمود علي قراعة. فذكر العبارات السابقة نحملها محمل الاتضاع الحقيقي الذي نادى به المسيح عليه السلام.
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»