يرقد الإنسان ولا يقوم، ولا يستيقظ من نومه إلى أن تزول السماوات.
13 ليتك تواريني في عالم الأموات، وتخفيني إلى أن يعبر عني غضبك، وتحدد لي أجلا فتذكرني. 14 إن مات رجل أفيحيا؟ إذن لصبرت كل أيام مكابدتي، ريثما يأتي زمن إعفائي. 15 أنت تدعو وأنا أجيبك. أنت تتوق إلى عمل يديك، 16 حينئذ تحصي خطواتي حقا، ولكنك لا تراقب خطيئتي، 17 فتختم معصيتي في صرة، وتستر ذنبي.
18 وكما يتفتت الجبل الساقط، ويتزحزح الصخر من موضعه، 19 وكما تبلي المياه الحجارة، وتجرف سيولها تراب الأرض، هكذا تبيد أنت رجاء الإنسان.
20 تقهره دفعة واحدة فيتلاشى، وتغير من ملامحه وتطرده. 21 يكرم أبناؤه وهو لا يعلم، أو يذلون ولا يدرك ذلك. 22 لا يشعر بغير آلام بدنه، ولا ينوح إلا على نفسه.
أليفاز: أيوب يحكم على نفسه 15 1 فقال أليفاز التيماني: 2 ألعل الحكيم يجيب عن معرفة باطلة وينفخ بطنه بريح شرقية، 3 فيحتج بكلام أجوف وبأقوال خرقاء؟ 4 أما أنت فإنك تطرح جانبا مخافة الله وتنقض عبادته. 5 كلامك يقر بإثمك، وأنت تؤثر أسلوب المنافقين.
6 فمك يدينك، لا أنا، شفتاك تشهدان عليك.
7 ألعلك ولدت أول الناس، أو كونت قبل التلال؟ 8 هل تنصت في مجلس الله، فقصرت الحكمة على نفسك؟ 9 أي شئ تعرفه ونحن نجهله؟ وأي شئ تفهمه ونحن لا نملك إدراكه؟ 10 رب شيخ وأشيب بيننا أكبر سنا من أبيك. 11 أيسيرة عليك تعزيات الله؟ حتى هذه الكلمات التي خوطبت بها برفق؟