يدي ضدك ودمرتك، إذ سئمت من كثرة الصفح عنك. 7 وأذريهم بالمذراة في أبواب مدن الأرض، وأثكل وأهلك شعبي لأنهم لم يرجعوا عن طرقهم الأثيمة.
8 وأجعل عدد أراملهم أكثر من عدد رمل البحر، وأجلب في رابعة النهار مهلكا على أمهات الشبان، وأوقع عليهم الرعب والهول بغتة. 9 ذبلت والدة السبعة الأبناء. أسلمت روحها وغربت شمس حياتها والنهار لم يغب بعد. لحق بها الخزي والعار. أما بقيتهم فأدفعهم إلى حد السيف أمام أعدائهم، يقول الرب.
10 ويل لي يا أمي لأنك أنجبتني لأكون إنسان خصام ورجل نزاع لكل الأرض.
لم أقرض ولم أقترض. ومع ذلك كل واحد يلعنني. 11 دعهم يشتموا يا رب. ألم أتضرع إليك من أجل خيرهم؟ إني أبتهل إليك الآن من أجل أعدائي في وقت الضيق والمحنة.
12 أيمكن للمرء أن يكسر حديدا ونحاسا من الشمال؟ 13 سأجعل ثروتك وكنوزك نهبا بلا ثمن بسبب كل خطاياك في جميع أرضك. 14 وأصيرك عبدا لأعدائك في أرض لا تعرفها، لأن نارا قد اضطرمت في احتدام غضبي، سوف تحرقكم.
إرميا يتحسر على نفسه 15 يا رب، أنت عرفت. اذكرني وارعني وانتقم لي من مضطهدي. لا تتمهل طويلا في الانتقام لي، فأنت تعلم أني من أجلك احتملت التعيير. 16 حالما بلغتني كلماتك أكلتها فأصبحت لي بهجة ومسرة لقلبي، لأني دعيت باسمك أيها الرب الإله القدير. 17 لم أجلس في مجالس العابثين، ولم أشترك في لهوهم. اعتزلت وحدي لأن يدك كانت علي، وقد ملأتني سخطا. 18 لماذا لا ينقطع ألمي، وجرحي لا يشفى، ويأبى الالتئام؟ أتكون لي كجدول كاذب أو مياه سريعة النضوب؟
19 لذلك، هكذا قال الرب: إن رجعت أستردك فتمثل أمامي. إن نطقت بالقول السديد ونبذت الكلام الغث، أجعلك المتحدث بفمي، فيقبلون إليك مسترشدين،