صوت الحق ودعوة الصدق - الشيخ لطف الله الصافي - الصفحة ٥٠
وتجاهلتم كالرجعة (1) والبداء (2) وقلتم فيها ما تريدون، وتركتم النظر حول هذه المسائل، ولم تكلفوا أنفسكم النظر في أدلتهم من الكتاب والسنة فأولتموها بمزاعمكم ليكون لكم عذر عند العوام والجهال حتى لا يسألوكم عن حقيقة ما يقوم عليه مذهب شيعة أهل البيت.
فإن السؤال إذا وصل إلى هنا لا يمكنكم أن تدفعوا الناس عن الميل إلى مذهب أهل البيت وإلى التشيع لأن مذهبهم اقتصر على الأخذ عن أهل البيت والتمسك بهم دون غيرهم كما قال أبان بن تغلب: إن الشيعة هم الذين إذا اختلف الناس عن النبي صلى الله عليه وآله يأخذون بقول الإمام علي، ويتركون غيره من الأقوال ( (3).

(١) لا يخفى عليك أن الرجعة ليست على إطلاقها عند من يقول بها من الشيعة، وإلا كانت بعثا، ومن الآيات التي استدلوا بها على الأولى قوله تعالى، ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون كما استدلوا أيضا بآيات صريحة على وقوعها في الأمم الماضية.
وأما البعث والقيامة فهو عام لجميع المكلفين لقوله تعالى " وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا ".
ولا يخفى عليك أيضا أن القول بالرجعة والبداء ليس من أصول الدين، ومما يدور عليه الحكم بالإسلام عند الشيعة فمن لم يثبتا عنده وأنكرهما لا يخرج بذلك عن الإسلام نعم من ثبت عنده ذلك بالكتاب والسنة ثم أنكره يخرج عن الإسلام لأن إنكاره يرجع إلى إنكار الكتاب والسنة دون من لم يثبت عنده.
(٢) راجع في الرجعة (مع الخطيب)، فيها وفي البداء كتاب (أجوبة مسائل موسى جار الله، ونقض الوشيعة) وللشيعة في هاتين المسئلتين كتبا مفردة ومن عجيب ما قرأت حول أسئلة الرجعة ما أخرجه ابن حجر في تهذيب التهذيب ج ٥ ق 323 ص 187 و 188) عن أبي حريز البصري قاضي سجستان: وهو من شيوخ الأربعة البخاري في التعليقات (قال ابن حجر) وقال الآجري عن أبي داود ثنا الحسن بن علي ثنا أبو سلمة ثنا هشام السجستاني قال: قال لي أبو حريز: تؤمن بالرجعة قلت لا قال: هي في اثنتين وسبعين آية من كتاب الله تعالى.
(3) أخرج في الأمالي الخميسية (ج 1 ص 153 ط مصر) بسنده عن أبي مسعود قال: إن لهذه الأمة فرقة وجماعة فجامعوها إذا اجتمعت فإذا افترقت فارقبوا أهل بيت نبيكم فإن سالموا فسالموا. وإن حاربوا فحاربوا فإنهم مع الحق، والحق معهم لا يفارقهم، ولا يفارقونه.
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 55 56 ... » »»