المنتخب من كتب ابن تيمية - الشيخ علوي بن عبد القادر السقاف - الصفحة ٣٢
المضافات إلى الله نوعان: أعيان وصفات المضافات إلى الله نوعان: أعيان، وصفات:
فالصفات إذا أضيفت إليه؛ كالعلم والقدرة والكلام والحياة والرضا والغضب ونحو ذلك دلت الإضافة على أنها إضافة وصف له قائم به ليست مخلوقة لأن الصفة لا تقوم بنفسها؛ فلا بد لها من موصوف تقوم به، فإذا أضيفت إليه علم أنها صفة له، لكن قد يعبر باسم الصفة عن المفعول بها؛ فيسمى المقدور قدرة والمخلوق بالكلمة كلاما والمعلوم علما والمرحوم به رحمة؛ كقول النبي (ص): «إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مئة رحمة...» (1)، ويقال للمطر والسحاب: هذه قدرة قادر وهذه قدرة عظيمة، ويقال في الدعاء: غفر الله لك علمه فيك؛ أي: معلومه.
وأما الأعيان إذا أضيفت إلى الله تعالى؛ فإما أن تضاف بالجهة العامة التي يشترك فيها المخلوق، مثل كونها مخلوقة ومملوكة له ومقدورة ونحو ذلك؛ فهذه إضافة عامة مشتركة؛ كقوله: {هذا خلق الله} (2)، وقد يضاف لمعنى يختص بها يميز به المضاف عن غيره، مثل: بيت الله، وناقة الله، وعبد الله، وروح الله؛ فمن المعلوم اختصاص ناقة صالح بما تميزت به عن سائر النياق، وكذلك اختصاص الكعبة، واختصاص العبد الصالح الذي عبد الله وأطاع أمره، وكذلك الروح المقدسة التي امتازت بما فارقت به غيرها من الأرواح؛ فإن المخلوقات اشتركت في كونها مخلوقة مملوكة مربوبة لله يجري عليها حكمه وقضاؤه وقدره، وهذه الإضافة لا اختصاص فيها ولا فضيلة للمضاف على

(١) رواه البخاري في (الرقاق، باب الرجاء مع الخوف، ٦٤٦٩، ٧ / ١٨٣) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٢) لقمان: ١١.
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»