التي تقع بين الشروق والغروب فهي كل يوم، بل كل ساعة في شان.. فور وغور، وصعود ونزول.. لا قاعدة، ولا ضابط، ولا مقياس ينتظم كل شئ، ولا يشذ عنه شئ.. ترى النجاح منك قاب قوسين أو أدنى، وإذا أنت في الأرض، والنجاح في السماوات العلى، وترى نفسك غريقا تتقاذفك الأمواج، وأنك ستلفظ النفس الأخير، وإذا بك على اليابسة تتنفس الصعداء فرحا وسرورا.
وترى هذا يزحف كالسلحفاة، وينطلق ذاك إلى المريخ، وبين طرفه عين وانتباهتها ترى الزاحف في الطليعة، والسابق جماد لا يستطيع الحراك.
ومهما شككت فأني لا أشك أبدا أن الحكمة من ذلك أن لا ييأس الضعيف، فيذل ويخنع للقوي، وأن لا يطغى القوي فيتحكم بالضعفاء، وأن لا يحزن الفاقد، ولا يفرح الواجد، وأن يضع الجميع نصب أعينهم أن الغالب قد يصير مغلوبا، والمغلوب غالبا.. والتاريخ وحده يعطينا الدرس الصحيح، لا النظريات ولا الفلسفات (1).