هذي هي الوهابية - محمد جواد مغنية - الصفحة ١٢٢
ومنه الضعيف، ومنه ما بين ذلك، ولا يذهب كله بذهاب مرتبة منه: " ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ".
ومرة ثانية أكرر القول: أن مبادئ الإسلام صافية كلها، فطرية كلها، فلندعها تسير في طريقها لتنتشر في أرض الله الواسعة، ولا نقف حجرة عثرة في سبيلها، ولنكن لها فخارا وزينا، لا عيبا وشينا. اقتراح اقترح أن ينتدب الوهابيون أعلم علمائهم، وأقواهم على الدفاع عن عقيدتهم، والهجوم على غيرها، ثم يجتمعوا مع علماء من المسلمين، وتطرح كل فئة ما لديها من الحجج والبراهين، وتناقشها الأخرى نقاشا علميا هادئا على أساس الكتاب والسنة الثابتة، ومنطق العقل، ويحكم بين الطرفين من يثق به الجميع، هذا مع العلم بأن أدلة العقيدة، ومصادر الأصول معروفة بشكل عام، والاختلاف إنما هو الفهم، والاستخراج من الأصل، وعليه فلا مانع أبدا من أن يكون الحكم أجنبيا، ما دام يملك أدوات المعرفة بأصول العقيدة، والفهم السليم لها، ويتجلى بالإنصاف، وعدم الانحراف، ومن كانت له الحجة على غيره فهو المسلم المؤمن حقا، ومن كانت عليه فهو الضال المبدع.
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»