هذي هي الوهابية - محمد جواد مغنية - الصفحة ١٢١
وآله وسلم.
ولا يرتبط فسادها بزيارة قبر أو تعميره، ولا صحتها بترك ذلك، ولا بعدم الاستغاثة، وطلب الشفاعة من الأنبياء، ولا بشئ مما ذكره الوهابيون، سواء أكانت زيارة القبور وما إليها محرمة أو مباحة، ومن أناط صحة العبادة وقبولها بشئ من ذلك أو غير ذلك سوى التوحيد فقد ابتدع، وأتى بما لم ينزل الله به سلطانا، ولا بيانا..
والغريب في أمر الوهابية أنهم يربطون بين صحة العبادة، وبين هجر القبور، وكذلك يربطون بين هجرها وبين التوحيد، أما قتل النفس المحترمة فلا ينافي مع التوحيد، ولا مع صحة العبادة، قال بضع الشعراء:
قتل امرئ في غابة * جريمة لا تغتفر وقتل شعب آمن * مسألة فيها نظر ولكن الجريمة التي لا تغتفر في نظر الوهابيين ليست في قتل امرئ أو شعب، بل في زيارة قبور الأنبياء والأولياء، وقول المسلم يا محمد اشفع لي عند ربك..
فاتقوا الله أيها الوهابيون في دين الله، وفي شريعة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا تشوهوا جمالها بتعصبكم، ولا تقفوا حائلا بين نورها، وبين الأجيال بعقولكم، ولا تحرموا ما أحل الله من عناياتكم، وتربطوا بعض أحكامه ببعض من تلقائكم، ولا تكفروا من وجد ويوجد من أمة محمد غيركم، فإن الإيمان منه القوي،
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»