الحاكم الجائر، والمستبد الفاسد، ويوجبون طاعته والاستماع له، كما جاء في كتاب الأحكام السلطانية، وصاحبه حنبلي المذهب. واستدلوا بقوله تعالى: " أطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم ".
وبالمناسبة نذكر ما قاله الملك عبد العزيز في خطبة ألقاها في الطائف بحضور رؤساء البلاد 16 المحرم سنة 1351 ه، قال: " والناس معنا ثلاث: إما محب ومساعد، وإما لا محب ولا مساعد، وإما معاند فقط، والأول له ما لنا، والثاني نسعى جهدنا في إفهامه، أما الثالث فجزاؤه ما جاء في الآية الشريفة: " إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا ويصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم ".
إذن، أين الحرية والديمقراطية، والعدل والإنصاف؟. وأين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟. أن الآية الكريمة نزلت في الذين يقطعون الطريق على الناس بالسلب والنهب والقتل، ويخلون بالأمن، ويحولون بين الزارع وحقله، والعامل وعمله، إما معارضة الحاكم، وعدم الاتفاق معه على آرائه كلها، أو جلها فليست جرما تعاقب عليه الشرائع السماوية، ولا الوضعية.. وقد رحب أبو بكر وعمر، وغيرهما كثير من الحكام في القديم والحديث رحبوا بالمعارضين، وأفسحوا لهم المجال حتى في ميدان العمل لانتزاع الحكم