الله: واعلم أن الاعتراض على القوم. يعني الصوفية مما يوجب الخذلان فيوقع فاعله في واد من الخسران كما نص على ذلك العلامة ابن حجر من أئمتنا، فمن اعترض عليهم يخشى عليه سوء الخاتمة كما وقع لكثير من الناس أنهم مقتوا بذلك ولم يفلحوا (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا). قال الشيخ الخليلي وأما قوله، يعني المعترض إنه لا يجوز التوسل بالأنبياء والأولياء، فهذا كذب وافتراء.
وقد نص أئمتنا على أنه يجوز التوسل بأهل الخبر والصلاح، ولا يظن عامي من العوام فضلا عن الخواص أن نحو سيدي أحمد البدوي يحدث شيئا في الكون، وإنما يرون أن رتبتهم تقصر عن السؤال من الله تعالى، فيتوسلون بمن ذكر تبركا بهم كما لا يخفى.
قال رحمه الله: إذا علمت ذلك علمت أن التوسل بالأنبياء والأولياء جائز وارد عن السلف والخلف سواء كانوا أحياء أم أمواتا; ولا ينكر ذلك إلا من ابتلى بالحرمان أو سوء العقيدة، نعوذ بالله منه ومن سيرته فجميع ما قاله مردود عليه ووجب أن لا يعول عليه. وقال العارف النابلسي قبل ذلك في كتابه المذكور نقلا عن فتوى الشيخ الإمام العلامة أبي العز أحمد بن العجمي الشافعي الوفائي الأزهري; وقول: يا سيدي أحمد أو يا شيخ فلان ليس من الاشراك لأن القصد التوسل والاستغاثة. قال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة) ا ه.
الفصل الرابع في توضيح هذه المسألة يقول جامعه الفقير يوسف النبهاني عفا الله عنه: اعلم أن جميع المسلمين الزائرين والمستغيثين بعباد الله الصالحين ولا سيما الأنبياء والمرسلين خصوصا سيدهم الأعظم صلى الله عليه وسلم هم مع كمال تعظيمهم لأولئك السادات بالزيارات والاستغاثات يعلمون أنهم من جملة عبيد الله تعالى لا يملكون لأنفسهم ولا لغيرهم من دون الله تعالى ضرا ولا نفعا ولكنهم أحب عبيده تعالى إليه وأقربهم زلفى لديه، وهو سبحانه قد اتخذهم ولا سيما المرسلين منهم وسائط بينه وبين خلقه في تبليغ دينه وشرائعه، فاتخذهم خلقه المجيبون لدعوتهم المصدقون بنبوتهم وصفوتهم وسائط إليه في غفران زلاتهم وقضاء حاجاتهم لعلمهم بأن المناسبة بينهم وبينه تعالى أقوى بكثير من المناسبة بين غيرهم وبينه عز وجل وإن كانوا كلهم عبيده تعالى; فإذا علم ذلك يعلم يقينا أن تعظيمهم وتوقيرهم والتوسل بهم إليه تعالى فضلا عن كونه