تطهير الفؤاد - الشيخ محمد بخيت الحنفي - الصفحة ٩
وقال أحمد رحمه الله صالح وقال أبو حاتم رأيت أحمد بن حنبل يحسن الثناء عليه وقال يحيى بن معين ليس به بأس يكتب حديثه وقال في نافع إنه صالح وقال ابن عدي لا بأس به صدوق وقال ابن حبان كان ممن غلب عليه الصلاح حتى غلب عن ضبط الأخبار وجودة الحفظ للآثار تقع المناكير في روايته قلما فحش خطؤه استحق الترك وهذا الكلام من ابن حبان يعرفك أنه لم يتكلم فيه لجرح في نفسه وإنما هو لكثرة غلطه وأما حكمه باستحقاقه الترك فمخالف لإخراج مسلم رحمه الله تعالى له في المتابعات وليس هذا الحديث في مظنة أن يحصل فيه التباس على عبد الله لا في سنده ولا في متنه فإنه في نافع كما سبق وخصيص به ومتن الحديث في غاية القصر والوضوح فاحتمال خطئه فيه بعيد والرواة جميعهم إلى موسى بن هلال ثقات لا ريبة فيهم وموسى بن هلال قال ابن عدي أرجو أنه لا بأس به وأما قول أبي حاتم الرازي فيه إنه مجهول فلا يضره فإنه إما أن يريد جهالة العين أو جهالة الوصف فإن أراد جهالة العين وهو غالب اصطلاح أهل هذا الشأن في هذا الاطلاق فذلك مرتفع عنه لأنه قد روى عنه أحمد بن حنبل ومحمد بن جابر المحاربي ومحمد بن إسماعيل الأحمسي وأبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي وعبيد بن محمد الوراق والفضل ابن سهل وجعفر بن محمد البزوري وبرواية اثنين تنتفي جهالة العين فكيف برواية سبعة وإن أراد جهالة الوصف فرواية أحمد عنه ترفع من شأنه لا سيما مع ما قاله ابن عدي فيه وممن ذكره في مشايخ أحمد رحمه الله تعالى أبو الفرج ابن الجوزي وأبو إسحاق الصريفيني وأحمد رحمه الله لم يكن يروي إلا عن ثقة وقد صرح الخصم بذلك في الكتاب الذي صنفه في الرد على البكري بعد عشر كراريس منه قال إن القائلين بالجرح والتعديل من علماء الحديث نوعان منهم من لم يرو إلا عن ثقة عنده كمالك وشعبة ويحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي وأحمد بن حنبل وكذلك البخاري
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»