ويفهمهم ذلك من فحوى كلامه ومنع الدعاء بعد الصلاة وكان يقسم الزكاة على هواه وكان يعتقد أن الإسلام منحصر فيه وفيمن تبعه وأن الخلق كلهم مشركون وكان يصرح في مجالسه وخطبه بتكفير المتوسل بالأنبياء والملائكة والأولياء ويزعم أن من قال لأحد مولانا أو سيدنا فهو كافر ولا يلتفت إلى قول الله تعالى في سيدنا يحيى عليه السلام وسيد أولا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار قوموا لسيدكم يعني سعد بن معاذ رضي الله عنه ويمنع من زيارة النبي صلى الله عليه وسلم ويجعله كغيره من الأموات وينكر علم النحو واللغة والفقه والتدريس بهذه العلوم ويقول إن ذلك بدعة ثم قال السيد علوي الحداد في كتابه المتقدم ذكره والحاصل أن المحقق عندنا من أقواله وأفعاله ما يوجب خروجه عن القواعد الإسلامية لاستحلاله أموالا مجمعا على تحريمها معلومة من الدين بالضرورة بلا تأويل سائغ من تنقيصه الأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين وتنقيصهم تعمدا كفر بإجماع الأئمة الأربعة ا ه وتقدم أنه عاش من العمر ثنتين وتسعين سنة لأن ولادته كانت سنة أحد عشر ومائة وألف وهلاكه سنة ألف ومائتين وستة وأرخ بعضهم وفاته بقوله بدا هلاك الخبيث 1206 وخلف أولادا قاموا بالدعوة بعده عبد الله وحسن وحسين وعلى وكانوا يقال لهم أولاد الشيخ وكان عبد الله أكبرهم فقام بالدعوة بعد أبيه وخلف سليمان وعبد الرحمن وكان سليمان متعصبا أكثر من أبيه فقتله إبراهيم باشا سنة ألف ومائتين وثلاثة وثلاثين وقبض على عبد الرحمن وبعثه إلى مصر فعاش مدة بمصر ثم مات بمصر وأما حسن بن محمد بن عبد الوهاب فخلف عبد الرحمن وولى قضاء مكة في بعض السنين التي كانوا يحكمون فيها بمكة وعاش عبد الرحمن دهرا طويلا حتى قارب المائة ومات قريبا فخلف عبد اللطيف وأما حسين بن محمد بن عبد الوهاب فخلف أولادا كثيرين ولم يزل نسلهم باقيا إلى الآن بالدرعية يعرفون بأولاد الشيخ ونسأل الله أن يهديهم للصواب (لطيفة) كان رجل صالح من علماء البلدة التي تسمى بالزبير اسمه الشيخ عبد الجبار يصلي إماما في مسجد تلك البلدة فاتفق أن اثنين تجادلا في شأن هذه الطائفة بعد أن جاء إبراهيم
(٥٣)