ما يأمره به شيطانه وهواه وكان أصحابه لا يتخذون مذهبا من المذاهب بل يجتهدون كما أمرهم ويتسترون ظاهرا بمذهب الإمام أحمد ويلبسون بذلك على العامة وكان ينهى عن الدعاء بعد الصلاة ويقول إن ذلك بدعة وإنكم تطلبون بذلك أجرا وقد اعتنى كثير من العلماء من أهل المذاهب الأربعة للرد عليه في كتب مبسوطة عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم إذا ظهرت البدع وسكت العالم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين وبقوله صلى الله عليه وسلم ما ظهر أهل بدعة إلا أظهر الله فيهم حجته على لسان من شاء من خلقه فلذلك انتدب للرد عليه علماء المشرق والمغرب من جميع المذاهب والتزم بعضهم في الرد عليه بأقوال الإمام أحمد وأهل مذهبه وسألوه عن مسائل يعرفها أقل طلبة العلم فلم يقدر على الجواب عنها لأنه لم يكن له تمكن في العلوم وإنما عرف هذه النزغات التي زينها له الشيطان فمن ألف في الرد عليه وسأله عن بعض المسائل فعجز العلامة الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن عفالق فإنه ألف كتابا جليلا سماه تهكم المقلدين بمن ادعى تجديد الدين ورد عليه في كل مسألة من المسائل التي ابتدعها بأبلغ الرد ثم سأله عن أشياء تتعلق بالعلوم الشرعية والأدبية بسؤالات أجنبية عن الرسالة كتبها وأرسلها له فعجز عن الجواب عن أقلها فضلا عن أجلها فمن جملة ما سأله عنه قوله أسألك عن قوله تعالى والعاديات ضبحا إلى آخر السورة التي هي من قصار المفصل كم فيها من حقيقة شرعية وحقيقة لغوية وحقيقة عرفية وكم فيه من مجاز مرسل ومجاز مركب واستعارة حقيقية واستعارة وفاقية واستعارة تبعية واستعارة مطلقة واستعارة مجردة واستعارة مرشحة وأين الوضع والترشيح والتجريد والاستعارة بالكناية والاستعارة التخييلية وكم فيها من التشبيه الملفوف والمفروق والمفرد والمركب وما فيها من المجمل والمفصل وما فيها من الإيجاز والإطناب والمساواة والإسناد الحقيقي والإسناد المجازي المسمى بالمجاز الحكمي والعقلي وأي موضع فيها وضع المضمر موضع المظهر وبالعكس وما موضع ضمير الشأن وموضع الالتفات وموضع الفصل والوصل وكمال الاتصال وكمال الانقطاع والجامع بين كل جملتين متعاطفتين ومحل تناسب
(٤٨)