أبناء الرسول في كربلاء - خالد محمد خالد - الصفحة ٦٨
الاحترام، من صحب رسول الله وصلى وراءه.. وجلس بين يديه..
وقاتل تحت لوائه.. مفوضين أمره فيما يكون له من خطأ إلى الله..
بيد أننا خلال قيامنا بواجبنا في تحري الحقيقة في هذه القضية التي ندرسها، لا نملك إلا إبداء الأسف الشديد، والجزع الأشد لهذا النهج الذي سار عليه مؤسس دولة الأمويين. لا سيما حين اتخذ أفدح قراراته، وأكثرها ضراوة وبؤسا.. ذلكم هو أخذ البيعة لولده - يزيد - وفرضه على الدولة المسلمة وعلى الأمة المسلمة الأم الذي يعنينا الآن بحثه، والذي كان السبب المباشر والأوحد في مأساة (كربلاء).. وفيما تلا (كربلاء) من أهوال شهدتها مكة وشهدتها المدينة على نحو أليم ووبيل.. هذه الأحداث التي كانت هي الأخرى سببا مباشرا في ضياع الملك من بيت معاوية وذريته إلى الأبد بعد أربع سنوات من وفاته، ثم انتقال هذا الملك إلى بطن من بطون بني أمية، أولئك هم بنو مروان..
لقد اهتزت أعطاف (معاوية) بالإمارة والملك، أربعين عاما كاملة.. عشرين عاما، أميرا.. وعشرين عاما، ملكا..
أفما كان يكفيه ذلك، ثم يترك الأمر من بعده لاختيار المسلمين، ليكون في ذلك على الأقل وفاء بالعهد الذي أبرمه مع (الحسن) والذي كان أهم شروطه للتنازل له عن الخلافة..؟؟
إن ذلك لم يحدث.. ولقد قرر معاوية.. بتدبير منه، أو بإيجاء من بعض مشيريه، أو بهما معا، أن يستبقي السلطان في بيته وأسرته، واختار لذلك أبعد الناس عن الصلاحية للأمر ولده (يزيد)..
فحين أحسن خمود صحته، ودنو نهايته، شرع على عجل يفرض - يزيد - على الناس ويهيئ له مكانه..
وبدأ بالمدينة حيث كان بها نفر جليل من بقية الصحابة..
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»
الفهرست